اهتزت منطقة "إمليل" الواقعة بقلب جبال الأطلس الكبير، والتي تبعد حوالي 70 كيلومتر عن مدينة مراكش، على وقع الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، وهي القرية التي كانت تشكل قبل لحظات من حدوث الفاجعة وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء والمغامرة، وسط مسالكها الوعرة ومنعرجاتها المثيرة للاهتمام. وتشتهر منطقة "إمليل" بكونها تحتضن أعلى قمة جبلية بالمغرب، وثاني أعلى قمة في إفريقيا، وهي قمة توبقال (4160 م)، والتي ما فتئت أن شهدت انتعاشا عقب تداعيات جائحة كورونا، حتى يعود الزلزال ليرخي بظلاله مجددا على النشاط السياحي. في هذا الصدد، قال حميد أومزدو، مرشد سياحي بالمنطقة، في تصريح لجريدة العمق، إن "منطقة إمليل التي تعد قطب السياحة الجبلية بالمغرب، قد عرفت تضررا كبيرا من جراء الزلزال، مشيرا إلى "توقف العجلة السياحية بشكل كامل منذ اليوم الذي أعقب الكارثة". وأفاد أومزدو، أن "ما يقرب 90 بالمئة من الفنادق والمآوي السياحية المتواجدة بالمنطقة، قد تعرضت لدمار كبير بسبب الزلزال"، تتراوح بين تلك التي عرفت أضرار جسيمة، وأخرى عرفت مبانيها تشققات متفاوتة من الداخل والخارج. وبحسب المتحدث، الحائز على جائزة "أفضل مرشد سياحي" في العالم فإن "جميع الحجوزات، والرحلات التي كانت مبرمجة لزيارة المنطقة جرى إلغاؤها بسبب الزلزال". في نفس الصدد، طالب الوزارة الوصية، بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول للساكنة التي يعيش معظمها على عائدات العمل السياحي داخل المنطقة، مقترحا "إعطاء الضوء الأخضر على الأقل لترميم المآوي والفنادق السياحية في أفق استئناف النشاط السياحي". وتعليقا على الموضوع، قال الزوبير بوحوت، وهو خبير في القطاع السياحي، ف إنه على خلاف "مدينة مراكش، التي لم تتضرر بشكل كبير نظرا لبعدها عن مركز الزلزال، فإن السياحة القروية قد تضررت بشكل أكبر نظرا لارتفاع نسبة القتلى في هذه المناطق وانهيار مختلف البنايات بها والضغط على طرقها إثر استمرار عمليات الإنقاذ وتوافد قافلات المساعدات." واستدرك الخبير السياحي في حديث مع جريدة العمق، بأن "مؤشرات عقد مؤتمر مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تعد بفرص مهمة -إذا ما جرى استثمارها بشكل جيد- لإنعاش النشاط السياحي بهذه المناطق". وقد شدد بوحوت على أن "برنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة سيشكل فرصة كبيرة لبناء قرى سياحية نموذجية تتوفر فيها شروط الجودة والاستدامة". في سياق متصل، عقدت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور، الأسبوع الماضي، جلسة عمل موسعة مع مهنيي القطاع تم التطرق خلالها إلى استئناف الأنشطة السياحية تنفيذا لتوجيهات العاهل المغربي المتعلقة بالاستئناف الفوري للأنشطة الاقتصادية، وفق ما أفاد به بلاغ صادر عن وزارة السياحة والكونفدرالية الوطنية للسياحة. ولفت البلاغ في ذات السياق، إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة ذكر أنه "بادر، في اليوم الموالي للزلزال، إلى ربط الاتصال مع منظمي الرحلات السياحية وشركات الطيران، من أجل طمأنتهم وتشجيعهم على مواصلة برمجة وجهة المغرب".