يبدو أن الجزائر فشلت من جديد في الترويج لجمهوريتها الوهمية من خلال عدم توجيه روسيا دعوة لعصابة البوليساريو لحضور أشغال القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا-إفريقيا، التي انطلقت أمس الخميس بسان بطرسبورغ، بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا افريقيا. وفي هذا السياق، قال المحامي والخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء، لحو صبري، إن عدم توجيد روسيا دعوة للكيان الوهمي لحضور القمة الروسية الإفريقية ينم ويؤكد القناعة الروسية التي لم تخضع لإرادة وضغوط الجزائر بالرغم من الزيارة الأخيرة التي قام بها تبون لروسيا. وأضاف المحامي المغربي في تصريح لجريدة "العمق"، أن هذا يأتي بالرغم من محاولة الجزائر التأسيس له بأنها طلبت من روسيا توجيه هذه الدعوة إلى هذا الكيان غير المعترف به من روسيا ومن طرف منظمة الأممالمتحدة وغير معترف به دوليا. وقال صبري إن القرار الروسي بهذا الخصوص يتطابق مع القانون الدولي ومع الإرادة الدولية ومع القناعة الروسية التي لم تعترف يوما بهذه العصابة، مشير أيضا إلى أن هذا التصرف يؤكد على أن روسيا لا تخضع للضغوط ولا تخضع لمحاولات الابتزاز الجزائري. كما يؤكد على مكانة المغرب لدى روسيا. وأوضح المتحدث أن التصرف الروسي يؤكد أيضا متانة العلاقات بين موسكو والرباط التي اختارت منذ أزمة العلاقات بينها وبين واشنطن سنة 2012 سياسة تنويع علاقاتها الخارجية التي أثمرت مكاسب للديبلوماسية المغربية. وأضاف أن قرار بوتين هو انتكاسة للجزائر التي عبرت في وقت سابق عن وجود إرادة روسية للاستجابة لطموحاتها بخصوص حضور البوليساريو في هذه القمة. وأشار المصدر ذاته إلى أن عدم توجيه الدعوة للكيان الوهمي خيب آمال النظام الجزائري، وهو تعبير واضح لفشل الزيارة الأخيرة التي قام بها تبون إلى موسكو والتي لم تحقق أي شيء لا على المستوى الاقتصادي ولا على المستوى السياسي من خلال عدم تمكن النظام الجزائري من استصدار دعوة روسية لصنيعتها البوليساريو لحضور القمة. وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد وصل أمس الخميس الى سان بطرسبورغ، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الثانية روسيا-افريقيا. وانطلقت أشغال القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا-افريقيا، اليوم الخميس بسان بطرسبورغ، بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا افريقيا، حسب الكرملين. ويضم الوفد المغربي المشارك في القمة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة وسفير المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة. وبعد دورة أولى في سوتشي سنة 2019، تطمح القمة الروسية الافريقية الى تعزيز الشراكات في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والانسانية. ويضم البرنامج الرسمي لهذا الحدث الذي يتواصل يومي 27 و28 يوليوز، أزيد من 50 جلسة ومائدة مستديرة بمواضيع متنوعة تهم أساسا الطاقة والسيادة الغذائية.