يحظر المغرب دائما في كل استحقاق انتخابي اسباني ، بشكل قوي و بكل المستويات، يحضر من باب العلاقات الثنائية و تطوراتها و يحضر في التفاعل الحزبي بين مؤيد لتطوير هذه العلاقات و بين من يزايد فقط لكسب التيار الشعبوي الاستعماري سواء على مستوى اليمين المتطرف وسواء على مستوى اليسار المتطرف ايضا، تكون فيها المملكة المغربية حجر الزاوية في كسب المعركة الانتخابية. تشاء الاقدار ان تصاب الحياة السياسية الاسبانية كما هو الشأن بالنسبة للحيوات السياسية في العديد من الدول بمعظلة الشعبوية المقيتة التي تستفيد من هيمنة واقع التفاهة و الترهل السياسي لتكسب جماهيرية مزعومة تتغدى من خطاب شعبوي تبسيطي تحريضي مدغدغ للعواطف و و يلبي رغبات اصحاب الامراض و العقد النفسية سياسيا و اجتماعيا. و في هذا الوضع السياسي الانتخابي الاسباني الذي يعرف تنافسا حادا بين قطبي الحياة السياسية الاسبانية الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني و الحزب الشعبي ، بعد انتخابات جهوية انتعش فيها اليمين و تراجع الحزب الحاكم، تحاول باقي الاحزاب السياسية الاخرى البحث عن موقع قدم في المشهد السياسي عبر محاولة محاكمة الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم بقيادة بيدرو سانشيز على موقفه الشجاع من القضية الوطنية المغربية و هي قضية الصحراء بتبني مشروع الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل نهائي ينهي مرحلة طويلة من النزاع المفتعل الذي خلف مآسي و مآلات تهدد المنطقة برمتها في ظل تنامي نشاط الحركات الارهابية و منظمات الاتجار في البشر و المخدرات و الاسلحة. في هذا السياق يخرج للعلن احزاب ميكروسكوبية من قبيل حزب الجبهة العمالية و هو حزب دو نزعة شيوعية طفيلية ليوجه سهام خبثه السياسي بالتهجم على الرموز السيادية الوطنية للمملكة المغربية في شخص جلالة الملك نظرا للعلاقة السياسية المسؤولة مع الدولة الاسبانية بعد مفاوضات شاقة مع رئيس الحكومة الاسبانية الحالي بيدرو سانشيز للخروج من الازمة التي عاشتها العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية. و هو هجوم فضفاض غير اخلاقي و لاسياسي، يتضمن أكاذيب و مغالطات ان المغرب يعيش تظاهرات الجياع في كل المدن المغربية في اقتباس حرفي من خطاب بعض الابواق الجزائرية ، فهو فقط تعبير صارخ عن خطاب شعبوي مقيت بعيد عن السياسية قريب من ثقافة يوتيب و روتيني اليومي. الامر لا يقتصر على هذا الحزب بل يشمل ايضا الفرنكاوية الجديدة في شخص الحزب اليميني المتطرف فوكس الذي يحارب المغرب بشكل علني و يهدد في حالة نجاحة بطرد المهاجرين المغاربة و هو ما يشكل على المستوى الحقوقي الدولي ضربا صارخا لمواثيق و اتفاقيات و كل الشرعة الدولية في مجال حقوق الانسان. ستنتهي الحملة الانتخابية في اسبانيا و سيفوز من فاز و تبقى العلاقات المغرلية الاسبانية فارضة نفسها على طاولة الدولتين بمنطق الدولة و ليس بمنطق الصبيانية السياسية.