كرمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ثلاثة أسماء إعلامية رائدة في تاريخ الإذاعة والتلفزة المغربية، أمس الخميس بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، خلال لقاءها السنوي الخاص بتكريم واستعادة مسار وإسهامات عدد من الكفاءات المهنية التي نذرت حياتها المهنية لخدمة الثقافة عبر الإذاعة والتلفزيون. ويتعلق الأمر، بحسب بلاغ للشركة، بكل من امحمد البوكيلي، الإعلامي الإذاعي المتقاعد والمدير سابقا للإذاعة الوطنية، ولإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، والحسين بنحليمة، المنتج والمذيع والمقدم للبرامج المتقاعد من الإذاعة الوطنية؛ وبنعيسى حجي، مخرج البرامج المتقاعد من الإذاعة الوطنية، وذلك اعترافا بالمساهمات التي قدموها للارتقاء بالعمل الإعلامي السمعي البصري بالمغرب طوال عقود من الزمن. وتندرج هذه الالتفاتة إلى هؤلاء الرواد، يضيف البلاغ، في إطار الأهمية الكبيرة التي توليها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لرعاية الموروث الفني والثقافي والإعلامي الوطني عبر تثمين أرشيفه الهام، واستحضاره بتمكين الإعلاميين والفنانين من تجارب رواد القطاع السمعي البصري الوطني، نظرا لخصوصياتها، وللرسائل النبيلة التي اضطلعوا بها خلال مختلف المحطات التي شهدها المغرب. كما جاء هذا التكريم أيضا للرواد الثلاثة ، يضيف المصدر، بصفتهم أعضاء في لجنة إحياء الذاكرة الإعلامية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي تشكلت سنة 2016، وضمت في عضويتها، أيضا، المخرج الراحل شكيب بنعمر، إلى جانب صباح بنداود، المديرة المساعدة المكلفة بالإذاعات الجهوية، وكريم سباعي، مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية منسقا لأشغالها. وتم التوقغ، وخلال هذا الحفل الذي حضره مسؤولو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ونخبة من الفعاليات الإعلامية والثقافية، عند المسارات المهنية النموذجية للمُكرمين، واستعراض أبرز الأحداث والمحطات التي بصموا فيها على أداء مهني متميز، والمساهمات التي قدموها للارتقاء بالعمل الإعلامي بالمغرب طوال عقود من الزمن. وتم التذكير خلال الحفل بمسار امحمد البوكيلي؛ الحاصل على وسام العرش من درجة فارس، وهو من مواليد مدينة مكناس سنة 1952، وبدأ مساره المهني بالإذاعة الوطنية سنة 1982، وتدرج من مذيع إلى مقدم ومنتج برامج، فأعد وقدم عشرات البرامج الفنية والثقافية والاجتماعية وحاور شخصيات مرموقة من المغرب ومن البلدان العربية؛ كما تولى سنة 1994 إدارة إذاعة طنجة، ثم مديرا للإذاعة المغربية سنة 2003، فمديرا لإذاعة وتلفزة محمد السادس للقرآن الكريم سنة 2006 في إطار الهيكلة الجديدة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. أما بنحليمة، فقد بدأ مساره المهني البارز بالإذاعة الوطنية سنة 1964، وعمل مذيعا ومقدما للأخبار ومنتجا للبرامج. وفي سنة 1974 التحق بمديرية الإذاعة للعمل في تدبير شؤون البرامج والإنتاج والعلاقات مع الإذاعات العربية والإسلامية وتدبير البرامج الجهوية؛ وعند تأسيس إذاعة تطوان الجهوية سنة 1984 عمل رئيسا لهذه المحطة، ليعود سنة 1993 إلى الإذاعة المركزية حيث تولى رئاسة قسم البرامج الوطنية؛ وقد عُرف بنحليمة بإسهاماته الكبرى في دعم وتقوية الإعلام الجهوي، لاسيما من خلال تجربة برنامج الإذاعة المتنقلة الذي شمل 12 إقليما في إطار تقريب الإذاعة من المواطنين. في حين يعتبر بنعيسى حجي، من القامات الإعلامية المتميزة في مجال الإخراج الإذاعي طيلة مسيرته المهنية التي انطلقت سنة 1966 بالتحاقه بالإذاعة الوطنية؛ حيث انكب على إخراج العديد من البرامج الإذاعية المتميزة، منها سلسلة "إطلالة على التراث"، التي استمرت من سنة 1978 إلى 2006 بالإذاعة المركزية، ثم بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم؛ كما له مساهمات في "الأحد لكم"، ثم "ليالي رمضان"، كما اشتغل في برنامج "الإذاعة المتنقلة"، علاوة على إسهاماته في الإشراف على الإخراج الإذاعي للبرامج التي كانت تقدمها إذاعة "طرفاية" في السبعينات قبل انطلاق المسيرة الخضراء، وإخراج البرنامج الإعلامي الكبير "قطار التنمية" ثم "قافلة التنمية".