أفادت صحيفة هآرتس العبرية، بأن وزراء خارجية إسرائيل والولاياتالمتحدة وبعض الدول العربية، من بينهم مصر والإمارات، سيلتقون قبيل نهاية يونيو في المغرب لعقد الاجتماع الثاني لمؤتمر "النقب"، الذي كان من المقرر أن ينعقد في وقت سابق من العام قبل أن يتم تأجيله بسبب التوترات الأمنية التي تعرفها إسرائيل، وفقا لمصادر الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أنْ مسؤوليْن إسرائيلييْن رفيعيْن أكّدا ل"هآرتس" هذا الأمر، بينما كان الوزراء يعتزمون عقد الاجتماع في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، لكنّهم أرجأوا عقده بسبب ما أسمياه بالتوترات الأمنيّة بين إسرائيل والفلسطينيين. وطبقًا للمصادر الرفيعة التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة، فإنّه في الأشهر الأخيرة طلب المعنيون في إسرائيل والولاياتالمتحدة توسيع دائرة المشاركين، وإضافة دول أفريقية فيها أغلبية مسلمة وليس لها اليوم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وكانت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية قد أوردت أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رونين ليفي، سيزور واشنطن الأسبوع الماضي للحديث عن تعزيز وتوسيع اتفاقيات أبراهام. وفق ما أوردته صحيفة "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين من وزارة الخارجية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة الفرنسية إن السياق الجيوسياسي الإقليمي المتسم بالتقارب بين الرياض وطهران ليس في صالح إسرائيل، وأصبح من الضروري تسريع عملية التطبيع مع الدول العربية، مشيرة إلى أن هذا السياق هو نفسه الذي يأتي فيه لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في 14 من ماي الجاري. وأشارت إلى أن دراسة "التطورات الإقليمية والعالمية" والتذكير ب "الالتزام المستمر بتعزيز الشراكة الثنائية" كانت ضمن مناقشات الطرفين الذين أكدا على"أهمية منتدى النقب" التي شاركت فيها الرباط في مارس 2020 والتي جمعت بين وزيرة الخارجية الأمريكية ووزراء خارجية الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام. وأضاف المصدر ذاته أنه بعد النسخة الأولى من القمة، أعرب ناصر بوريطة عن رغبته في لقاء قادم "في صحراء أخرى ولكن بنفس الروح". ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن كان من المقرر عقد القمة في يناير 2023 ثم في مارس، إلا أنها أجلت، ولم يعلن عن موعد محدد لعقدها. ودون تأكيد المعلومات من الجانب المغربي، كان التلفزيون الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن عقد الدورة الثانية للقمة في مدينة الداخلة في يناير من العام الجاري. وقالت الصحيفة إن الرباط تبرر التأجيل بما يحدث بالأراضي الفلسطينية، إذ تستنكر المملكة"بشدة" تدخل الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل الماضي، ثم الاعتداءات على قطاع غزة في 12 ماي الجاري، فضلا عن كون المغرب حريص على أن تدعم إسرائيل خطة الحكم الذاتي المغربية بشكل واضح. وأصبحت المملكة منذ دجنبر 2020، رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل، في إطار اتفاقيات إبراهيم بوساطة أمريكية التي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه. يشار إلى أنه في 9 يناير الماضي، انعقد الاجتماع الثالث والأخير للجنة التوجيهية ومجموعات العمل لمنتدى النقب في أبو ظبي، حيث اجتمعت وفود الدول الأعضاء الست هناك، وهي الإمارات العربية المتحدةوالبحرين ومصر والمغرب والولاياتالمتحدة وإسرائيل. وجاء هذا الاجتماع عقب الاجتماع الأول في البحرين والاجتماع الثاني الذي تم تنظيمه عن طريق الفيديو في أكتوبر الماضي. وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن الولاياتالمتحدة طلبت من إسرائيل تغيير اسم "منتدى النقب"، إذ سيكون من الضروري اختيار اسم "أقل إسرائيليًا" من أجل جذب المزيد من الدول الموقعة مثل الأردن، وهو الطلب الذي كانت واشنطن سترسله إلى الدول العربية الأعضاء وتميل إسرائيل إلى قبوله. وردا على ذلك، غرد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد قائلا: "هذا التراجع وصمة عار وهذه الحكومة لا تفهم معنى الكبرياء القومي. وهو الذي أطلق ، أثناء توليه منصب وزير الخارجي، قمة النقب الافتتاحية في عام 2020.