أثار قرار رئيس جامعة ابن زهر بأكادير عمر حلي، تأجيل الدرس الجامعي الافتتاحي الذي كان من المنتظر أن يقدمه المفكر الفلسطيني عزمي بشارة أول أمس الأربعاء، ردود فعل متباينة من طرف المتتبعين، بين من اعتبره استجابة لضغط مارسته بعض الجهات، وبين من يعتبره نتيجة لاحتجاجات "نشطاء أمازيغ" ضد حضور المفكر الفلسطيني. وجاء تأجيل محاضرة عزمي بشارة بالتزامن مع منع المؤتمر العربي التركي للعلوم الاجتماعية في نفس اليوم بمراكش، يشرف عليه مركز "فكر تركيا الحديثة" بالتعاون مع جامعة القاضي عياض بدعم من الحكومة التركية. عبد الرحيم العلام الباحث في العلوم السياسية، قال في تصريح ل "العمق المغربي"، إن منع النشاطين الأكاديميين في نفس اليوم يثير الشكوك حول الدوافع الحقيقية التي تقف وراء ذلك، مشيرا إلى أنه لا يمكن استبعاد أي تفسير للأمر. واعتبر المتحدث أن منع نشاطين تدعمهما تركياوقطر يطرح السؤال "هل العلاقات القطرية والتركية مع المغرب ليست على ما يرام ؟"، خاصة وأن عزمي بشارة رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يعتبر مقربا من أمير دولة قطر، بينما المؤسسة المنظِمة لمؤتمر مراكش مقربة من حزب العدالة والتنمية التركي وخاصة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حسب قوله. وأوضح عبد الرحيم أن المؤتمر كان سيحضره 80 متدخل من مختلف دول العالم من بينهم وزراء من المغرب وتركيا، ولم يتم إخبارهم بالإلغاء إلا بعد وصولهم لمراكش صبحية الأربعاء، وهو "ما يظهر المغرب بمظهر القامع للحريات، خصوصا وأن المنع شفوي وليس كتابي كما يلزم بذلك القانون" حسب تعبيره. وأضاف العلام أن من بين التفسيرات التي تقف وراء المنع هو الخوف من توظيف هذه النشاطات لصالح حزب العدالة والتنمية المغربي، خاصة وأنه بدأ يقتحم الفضاء الأكاديمي العلمي الذي كان بعيدا عنه سابقا، حسب قوله. واستبعد الباحث في العلوم السياسية أن تكون تدوينات بعض "النشطاء الأمازيغ" هي السبب وراء قرار تأجيل محاضرة عزمي بشارة، متسائلا "إذا كان النشطاء الأمازيغ قد منعوا النشاط، فلماذا لم يتم توقيع الاتفاقية التي كان يجب أن تتم بين جامعة ابن زهر ومؤسسة عزمي بشارة ؟"