انتقد المنسق الوطني للتنظيمات المهنية لمربي النحل، محمد الميلودي ستيتو، توقيع عقد برنامج جديد في قطاع النحل، بين وزارة الفلاحة والفيدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل، دون الوقوف على مكامن الخطأ في العقد البرنامج السابق وأسباب فشله، معتبرا ذلك ضحكا على الذقون. وقال ستيتو، في تصريح لجريدة "العمق"، إن هذا العقد الذي جرى توقيعه بمعرض الفلاحة بمكناس جاء "بعد فشل العقد الأول الذي تم توقيعه بين التنظيم المزعوم الفيدرالي البيمهنية ووزراة الفلاحة خلال السنوات العشر السابقة. وهو للاستهلاك السياسي والإعلامي فقط". "فبدل تقييم العقد السابق وإبراز مكامن الخلل فيه"، يقول ستيتو، "يأتي التوقيع على عقد جديد بدعم جديد، بدون الرجوع الى تقييم القد السابق"، معتبرا أنه "أولى بالمسؤولين المشرفين على القطاع أن يبرزوا لنا أسباب الفشل". وتساءل المتحدث "لماذا لم ينجح العقد السابق، الذي رصدت ميزانية بلغت 1.48 مليار درهم ولم يجن منها النحال إلا الكساد، حيث هجر النحل الخلايا رغم حديث الحكومة عن تخصيص 13 مليار سنتيم لإعمار الخلايا والتكوين والتأطير ومعالجة المرض". وتساءل ستيتو، "كيف سننجح العقد الجديد ونحن لا نعرف لماذا فشل السابق؟ هذا ضحك على الذقون، هذه طرق ملتوية من أجل سرق المال العام، ونحن كنحالة مهنيين نريد أن نعرف أين ذهبت الميزانية المرصودة للقطاع في السنوات العشر الماضية". و"إذا لم تتم هيكلة القطاع ووضع أناس مسؤولين في مناصب المسؤولية يكونوا خاضعين للمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة سيبقى القطاع يراوح مكانه"، يقول ستيتو في حديثه ل"العمق"، مشددا على ضرورة "الوقوف على الاختلالات والمشاكل التي شابت العقد السابق". وقال ستيتو إن النحالة يرفضون رفضا تاما أن تمارس عليهم الوصاية وألا تتم مشاركتهم في كل الحلول والبرامج التي تضعها وزارة الفلاحة عن طريق التنظيم المزعوم "الفيماب" (الفيدرالية البيمهنية المغربية لتربية النحل). وفي الوقت الذي أشار فيه العقد البرنامج الجديد إلى أن من بين النتائج المحققة في إطار الغقد السابق بحلول سنة 2020، إنتاج 7960 طن من العسل، قال ستيتو إن هذا الرقم لا يمثل للواقع بصلة. وكان العقد البرنامج السابق للقطاع في إطار المخطط الأخضر، الذي شمل الفترة ما بين 2011 و2020، سطر هدف إنتاج 16 ألف طن من العسل بحلول عام 2020، بقيمة استثمارية قدرها 900 مليون درهم وخلق 40 ألف منصب شغل جديد. جدير بالذكر أن الكلفة الإجمالية لتنزيل أهداف العقد البرنامج الجديد لقطاع النحل، الذي جرى توقيعه بين الدولة ممثلة في وزارة الفلاحة والفيدرالية البيمهنية لتربية النحل، خلال فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، في 160 مليار سنتيم. العقد البرنامج، الذي يشمل الفترة ما بين 2021 و2030 في إطار مخطط الجيل الأخضر، يسعى إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في إنتاج العسل وتحسين إنتاجية خلايا النحل. وضمن هذا الهدف سطر العقد البرنامج، الذي اطلعت جريدة "العمق" على تفاصيله، ثلاثة أهداف فرعية لتحقيقها بحلول 2023، ويتمثل الهدف الأول في رفع الإنتاج السنوي من العسل إلى 16000 طن. أما الهدف الثاني، بحسب الوثيقة ذاتها، فيتعلق بتحسين الإنتاجية لتصل إلى 16 كجم لكل خلية، فيما يتمثل الهدف الثالث في الرفع من عدد خلايا النحل الحديثة إلى مليون خلية بحلول سنة 2030. ولتحقيق هذه الأهداف، حددت الوثيقة ذاتها مبلغا إجماليا يقدر ب 160 مليار سنتيم خلال الفترة ما بين 2021 2030، تساهم فيها الفيدرالية البيمهنية للقطاع ب109 مليار سنتيم، وتساهم الدولة ب51 مليار سنتيم.