وصف الباحث والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، إعلان الملك محمد السادس إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، ب"القرار التاريخي والحكيم"، مضيفا أنه سيتوج الاحتفالات الشعبية التي انطلقت منذ عقود في كل مناطق المغرب. وأضاف عصيد ضمن تصريح لجريدة "العمق"، أن هذا القرار "انتظره الفاعلون الأمازيغيون وفئات عريضة من الشعب المغربي منذ عقود طويلة، هؤلاء الذين ناضلوا من أجل رد الاعتبار للأرض وما عليها من حضارات وما تعاقب عليها من منجزات رمزية ومن قيم ومن خيرات رمزية". وتابع بالقول: "هؤلاء ناضلوا من أجل أن يعود المغرب إلى ذاته، باعتباره فاعلا في التاريخ وباعتباره ذا خصوصية ثقافية وهوياتية، وناضلوا من أجل جعل كل مكوناتنا مدمجة في التنمية من أجل بناء مواطن متوازن في وعيه وشعوره بمغربيته". وشدد على أن "هؤلاء هم الذين يجب تهنئتهم على كل الجهود التي بذلوها، إلى أن وصلنا الى هذا القرار الملكي الحكيم، الذي هو ذو قوة كبيرة من الناحية الرمزية لأنه يتعلق بهوية البلد وهوية كيان الدولة المغربية". ومن هذا المنطلق، يضيف المتحدث، "لابد انطلاقا من هذا الاعتراف أن تعمل الدولة على استكمال إعادة قراءة تاريخ المغرب، لرد الاعتبار لكل مكوناته وخاصة الشخصيات والأعلام الامازيغية في التاريخ والأحداث والوقائع التي تم تغيبها في السابق". وطالب الناشط الأمازيغي أيضا برد الاعتبار لأسماء الأماكن الأمازيغية على التراب المغربي حتى يفهم الناس ما معنى الانتماء للمغرب بوصفه جغرافية ورضا، مؤكدا أن ذلك سيتوج الاحتفال بخيرات الأرض والعراقة التاريخية للمغرب. وأعلن بلاغ للديوان الملكي، أن الملك محمد السادس، تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية، عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وفي هذا الإطار، يضيف البلاغ ذاته، أصدر الملك محمد السادس، توجيهاته السامية إلى السيد رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي. وجاء في بلاغ الديوان المكلي، أن هذا القرار الملكي يأتي تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها الملك للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج، بحسب المصدر ذاته، في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية.