قررت الشرطة الإيرانية، أمس السبت، تركيب كاميرات المراقبة في الأماكن العامة والشوارع لمراقبة النساء غير المحجبات، ولتحديد هوية النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس الصارمة ومعاقبتهن. وقالت في بيان لها إنها "ستتخذ إجراءات لتحديد المخالفات للقواعد من خلال استخدام أدوات وكاميرات ذكية في الأماكن والطرق العامة". وسترسل الشرطة "رسائل إثبات وتحذير إلى منتهكات قانون الحجاب" من أجل "إبلاغهن بالعواقب القانونية لتكرار هذه الجريمة". وارتفع عدد الإيرانيات ممن يتحدّين قواعد اللباس الإجبارية منذ موجة الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد أيام من توقيفها ب3 أيام من قبل شرطة الأخلاق في العاصمة طهران بزعم انتهاكها تلك القواعد. وقال البيان الذي نقلته وكالة أنباء ميزان التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى إن هذه الخطوة تهدف إلى "منع مقاومة قانون الحجاب"، مؤكدا أن "هذه المقاومة تلوث الصورة الروحية للبلاد وتنشر انعدام الأمن". وفي بيان منفصل السبت، قالت الشرطة إنها لن تتسامح مع "أي سلوك فردي أو جماعي وأفعال مخالفة للقانون". وانتشر الأسبوع الماضي مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر رجلاً يرمي اللبن على سيدتين هما امرأة وابنتها لعدم ارتدائهما الحجاب. وقد أمرت السلطات الإيرانية بتوقيفهما، وأصدرت أيضاً مذكرة توقيف بحق الرجل "بتهمة ارتكاب عمل مهين وتعكير صفو النظام". وفي مارس المنصرم، أصدرت وزارة الداخلية الايرانية بيانا أكدت فيه على أنه لم ولن يكون هناك أي تراجع أو تسامح في المبادئ والاحكام الدينية والقيم التقليدية، وأن الحجاب ضرورة شرعية لا جدال فيها وسيكون دوما أحد المبادئ العملية لجمهورية ايران الاسلامية. وجاء في البيان الصادر انه في السنوات الماضية ، كانت قضية الحجاب أحد محاور الحرب المعرفية للعدو ضد الشعب الايراني المظلوم والمقتدر ، وقد فشلت المخططات العقيمة مثل "الأربعاءات البيضاء"، و"بنات شارع الثورة"، و"كلا للحجاب القسري"، وغير ذلك في زعزعة ارادة المرأة والفتاة الايرانية في النهوض بشخصيتهن الروحية والحفاظ على هوية المرأة المسلمة. وتابع البيان ان المخططات التي رسمتها أجهزة استخبارات اجنبية، بقيادة أشخاص معروفين وفاسدين من خارج البلاد ، حاولت إخفاء أهدافها الشريرة عبر شعار "المراة ، الحياة ، الحرية " المضلل، ولكن صمود ووعي الشعب الإيراني العظيم، وخاصة بطلاتها من الفتيات والنساء ، أثبت للجميع أن العدو وكما في الماضي ارتكب حسابات خاطئة ناجمة عن عدم ادراكه لعمق حب ابناء الشعب وخاصة فتيات هذه الأرض للاحكام الالهية ولاولياء الدين. واضاف: بناء على المعلومات الواضحة والخفية ، حاول الأعداء خلال اعمال الشغب التي وقعت العام الماضي (العام الايراني الماضي انتهى في 20 مارس) تحويل الحجاب إلى قضية استقطاب وخلق انقسامات اجتماعية عميقة وعامل لفصل الأمة عن الدولة ، وعملت في هذا السبيل على تعبئة كل قدرات الشبكات الاجتماعية الأجنبية وتوظيفها كمنطلق لمهاجمة عقول وقلوب الشباب الإيراني. في حين ركزت الحسابات الخاطئة للمجرمين الثقافيين المحليين والأجانب على إبعاد النساء الإيرانيات المحترمات عن الحجاب. واعتبر البيان مهابة المرأة المحجبة والموقف المسؤول حتى من ضعيفات الالتزام بالحجاب، ادى الى زرع الياس في معسكر الحرب الهجينة للمناوئين لايران الاسلامية ولهذا السبب ، تعتبر وزارة الداخلية أنه من واجبها الاعراب عن التقدير والاحترام لجميع النساء والفتيات الإيرانيات اللواتي قاومن بثبات عاصفة الفتنة الهجينة للعدو وأصبحن نموذجًا للاستقرار المعرفي لجميع أفراد الأمة.