عاد تحدي "الكارني" في نسخته الثانية، وهي مبادرة إنسانية تروم تسديد ديون الفقراء عند البقال، بهدف تخفيف تكاليف المعيشة على هؤلاء الأشخاص، خصوصاً مع أزمة غلاء الأسعار، خلال السنوات الأخيرة. وتقوم فكرة هذا التحدي، على الذهاب عند بقال الحي وأداء مصاريف العالقة في ذمة الأسر المعوزة، على اعتبار أن البقال هو الذي يتوفر على دفتر الديون أو ما يعرف في اللغة العامية ب'الكارني". وقال صاحب المبادرة، حمزة الترباوي، في تصريح لجريدة "العمق"، إن "الحملة تعود في نسخة جديدة بعد نجاح مبهج للنسخة الأولى في رمضان الماضي"، موردا أن "الناس استقبلوها بحماس وكرم بالغ جعلها تخرج عن السيطرة حرفياً". وأضاف الترباوي أن "الحملة مازال هدفها نفسه هو التخلص من ثقل ديون البقال وتفادي الانكسار الفقير أمامها وإحراجه، وحتى يتفرغ لمصروفات أخرى"، مسجلا أن "الجديد في هذه النسخة أنها أبسط. لم يعد أحد بحاجة إلى دخول موقع الحملة للمشاركة. يمكنه الذهاب والمشاركة لوحده وببساطة". وأورد أن "الحملة تعتمد على الذين سيدفعون لكنها تعتمد على من سينشرون عنها. أي حتى الذي لن يستطيع المساهمة بالمال يمكنه القيام بالبارطاج على مواقع التواصل الاجتماعي لتصل إلى من يستطيع أن يدفع لتخفيف العبء عن الفقراء المنهكين". وبخصوص عدد الأشخاص الذين شاركوا في الحملة خلال السنة الماضية، أوضح "كنا نعتمد على الموقع لحساب المتفاعلين، لكن لاحظنا أن الناس لا يدخلون للتسجيل بل يذهبون ويشاركون تلقائياً على الأرض"، موردا بالقول "لهذا لا توجد لدينا أرقام بالضبط. كل ما لاحظناه هو التفاعل الهائل مع الحملة طيلة شهر رمضان المنصرم". ولقيت هذه المبادرة الشبابية تفاعلاً كبيراً على المنصات الاجتماعية، حيث اعتبروها "مبادرة حسنة للقيام بالأعمال الخيرية خلال هذا الشهر الكريم، خصوصاً وأنها تبقى مستورة بين صاحب المبادرة والبقال، حفاظا على ماء وجه هؤلاء الأسر المعوزة". وكتب الكاريكاتيرست خالد الشرادي، عبر حسابه على "فيسبوك" "فكرة جميلة ومبادرة ذكية لفعل الخير في هذه الأزمة ولا تحتاج للكثير من الاستعراض الفني، ديرو النية راه غتفرحو حتى مول الحانوت ماشي غير مول الكارني". فيما علق الصحفي محمد بابا حيدة ب" مُبادرة إنسانية جميلة، خصوصاً في هذا الشهر الفضيل، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلّم "من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". ساعد ما استطعت، ولو بعشرة دراهم".