يتطلع المغرب لتنظيم عدد من التظاهرات الكروية على مدار السنوات القليلة المقبلة، بفضل ما يتوفر عليه من إمكانيات رياضية سواء على مستوى البنيات التحتية أو مكانته على الصعيدين الدولي والقاري. وترغب المملكة المغربية في استضافة ثلاث تظاهرات كروية كبرى، في السنوات السبع المقبلة، ويتعلق الأمر بكل من كأس العالم داخل القاعة سنة 2024، وكأس أمم أفريقيا عام 2025، وكأس العالم لسنة 2030، في ملف مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال. ويحتل المغرب مكانة الريادة على الصعيد القاري على المستوى الرياضي، في ظل تألق ونجاح الأندية المحلية على المستوى الإفريقي في السنوات القليلة الماضية، فضلا عن الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022، ببلوغه المربع الذهبي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، إضافة لثقة الاتحادين الدولي والإفريقي في المملكة لاحتضان عددا من التظاهرات والبطولات. كأس العالم للفوتسال 2024 أكدت صحيفة "رولوفو" الإسبانية، أن المغرب يعتبر الأقرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة سنة 2024، مشيدة بالتألق الكبير لأسود الفوتسال تحت قيادة الإطار الوطني، هشام الدكيك. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن المملكة المغربية هي الدولة الوحيدة، لحدود الساعة، التي تقدمت بطلب استضافة هذا المحفل العالمي، موضحة أن دولا مثل الهند أو إيران أو المكسيك أو غواتيمالا أو الولاياتالمتحدة قد تترشح لاستضافة البطولة أيضا. وحسب الصحيفة ذاتها، فإن المغرب، في حال فوزه باستضافة النسخة العاشرة من مونديال كرة القدم داخل القاعة، سيكون أول بلد في القارة الإفريقية يتمكن من تنظيم هذا المحفل، حيث نظم هذا الأخير في ثلاث مناسبات في أوروبا بكل من هولندا وإسبانيا وليتوانيا، كما استضافته القارة الأسيوية بكل من هونغ كونغ وتايوان وتايلاند، فضلا عن تنظيمه بالقارتين الأمريكيتين بالولاياتالمتحدةالأمريكية وغواتيمالا والبرازيل وكولومبيا على التوالي. ويعتبر المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أحد أفضل المنتخبات العالمية، بعدما سيطر على الألقاب القارية والعربية، وبلغ ربع نهائي كأس العالم في النسخة الماضية، بل وتغلب على منتخبات عملاقة مثل المنتخب البرازيلي في مباراة ودية. كأس أمم إفريقيا 2025 لا شك أن المغرب يعد هو المفضل للفوز بتنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 وتعويض غينيا التي سحب منها شرف استضافة البطولة لعدم جاهزيتها، نظرا لقوة ملف ترشحه وجودة ملاعبه وبنياته التحتية مقارنة بالجزائر والبنين ونيجيريا. كما يحظى المغرب بثقة أغلب دول القارة الإفريقية، حيث تلجأ إليه عدد من البلدان لخوض مبارياتها في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، بسبب عدم جاهزية ملاعبها ومطابقتها للمعايير الدولية، حيث عبرت عدد من الدول عن دعمها وتأييدها لاستضافة المغرب للمحفل القاري. ولم يتم لحدود الساعة الإعلان الرسمي عن موعد الإعلان عن مستضيف دورة 2025، حيث سيصوت أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي البالغ عددهم 24 عضوًا للحسم، وفي حالة التساوي في الأصوات سيتم احتساب صوت رئيس الاتحاد بصوتين لترجيح الكفة. وأشادت العديد من وسائل الإعلام الإفريقية بالبنيات التحتية الرياضية الكبيرة ومؤهلات المغرب الجبارة في مختلف المدن، معتبرة أنه يبقى المرشح "المثالي" و"الرئيسي" لاحتضان كان 2025 . من جانبها، أفادت صحيفة "جون أفريك" بأن المغرب هو المرشح الأفضل للفوز بشرف تنظيم كأس إفريقيا 2025، حيث اعتبرت الصحيفة أن المغرب يتمتع بالسبق داخل كواليس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، معززا ذلك بجودة بنياته التحتية الرياضية التي ظهرت بشكل جلي عند احتضانه لمنافسات كأس العالم للأندية. كما أشارت المجلة إلى أن المغرب اقترب من حسم الفوز بشرف تنظيم المحفل القاري على حساب الجزائر بفضل دبلوماسيته الرياضية، مشيرة إلى أنه "لا يمكننا مقارنة ثقل المغرب بثقل الجزائر على مستوى مكانتها بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم. ونقلت المجلة ذاتها، تصريحا لجان بابتيست جيجان، مدرس ومؤلف العديد من الكتب المخصصة للجغرافيا السياسية الرياضية، الذي أكد على أن "ثقل المغرب وخاصة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، سيكون مؤثرا عند اختيار البلد المضيف لكأس إفريقيا للأمم 2025". كما شددت "جون أفريك" على أن الدبلوماسية الرياضية والعلاقات السياسية التي تربط المغرب بمجموعة من الدول الإفريقية، ساعد المملكة بشكل كبير على حسم الفوز بتنظيم البطولة الإفريقية للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة 1988. كأس العالم 2030 للمرة السادسة في تاريخها، قررت المملكة المغربية التقدم بطلب الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، في ملف مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، كأول ملف في تاريخ كرة القدم بين دول من قارتين مختلفتين. ومن المنتظر أن ينافس الملف الثلاثي المذكور ملفين آخرين مشتركين، ويتعلق الأول بكل من السعودية ومصر واليونان، فيما يضم الملف الثاني 4 دول من قارة أمريكا الجنوبية وهي الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي والتشيلي، على أن يتم الحسم في هوية الملف الفائز سنة 2024. وسيكون الملف الثلاثي هو المرشح الأبرز للفوز بالبطولة نظرا للإمكانيات المادية والبنيات التحتية واللوجستيكية والسياحية التي تتوفر عليها البلدان الثلاثة، فضلا على أن اجتماع المغرب مع إسبانيا والبرتغال في ملف مشترك يضمن لهم الحصول على أصوات الاتحادات المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأغلب أصوات الاتحاد الإفريقي، ما يقرب هذا الملف بشكل كبير من حسم تنظيم مونديال 2030. وفي هذا السياق، قالت الجامعة البرتغالية لكرة القدم إن ترشيح إسبانيا والبرتغال والمغرب لاستضافة نسخة 2030 من مونديال كأس العالم لكرة القدم، يعد أقوى عرض ممكن لهذه التظاهرة العالمية من الناحية الاجتماعية والرياضية والثقافية، وكذلك من حيث البنية التحتية. وذكرت الجامعة البرتغالية لكرة القدم أن هذا الترشيح لقي ترحيبا واسعا من قبل ممثلي الاتحادات الأوروبية خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي نظم على هامش مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم، مؤكدة أن هذا الترشيح غير المسبوق سيعزز الروابط بين أوروبا وأفريقيا. فيما وصفت الجامعة الملكية الاسبانية لكرة القدم، ترشيح إسبانيا والبرتغال والمغرب لاستضافة نسخة 2030 من مونديال كأس العالم لكرة القدم ب"التاريخي"، مؤكدا أن هذا الترشيح غير المسبوق سيعزز الروابط بين أوروبا وأفريقيا.