يواصل العداء الإثيوبي جيرما لاشيما تهديد عرش البطل الأولمبي سفيان البقالي في سباق 3000 متر بعد تحطيمه للرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر في لقاء ليفين الفرنسي، الذي يدخل ضمن السلسة الذهبية لدوري ألعاب القوى العالمية، وهي رسائل مشفرة يبعتها الإثيوبي لاميشا للعداء الأولمبي سفيان البقالي بعد نزوله عن حاجز 7.24د في تاريخ سباق 3000 متر داخل الصالات كأول عداء ينزل عن هذا الرقم. جريدة "العمق" في هذا الحوار مع المحلل الرياضي عبد الرحيم محراش، تسلط الضوء على قوة العداء الإثيوبي الذي حقق أول فوز له في أول سباق يخوضه هذا العام بعدما سجل رقما قدره 7:23.81د، متجاوزا العداء الكيني دانييل كومان والذي حققه سنة 1998 ببودابيست، وكذا قدرة البطل المغربي سفيان البقالي على الصمود أمام كوكبة العدائين في هذا التخصص الرياضي. ما تعليقك على مسار جيرما لاشيما في مسافة 3000 متر موانع ؟ بعد البداية القوية التي بصم عليها العداء الأثيوبي، لاميشا جيرما، المتخصص في سباق ثلاثة ألاف موانع، عندما سجل الأسبوع الماضي أسرع توقيت عالمي في سباق 3000 متر داخل الصالة في أول ظهور له هذا العام، برقم قياسي مذهل بلغ 7.23.81د في ملتقى ليفين لألعاب القوى بفرنسا، و دخل التاريخ كونه أول عداء ينزل عن سقف 7.24 د في تاريخ السباق، ناسخا الرقم القياسي السابق بأكثر من ثانية، ليبعث تحذيرا قويا لمنافسيه في سباق 3000 متر موانع، قبل أقل من شهر على إنطلاق موسم سباقات الهواء الطلق، ومنهم بالخصوص العداء المغربي سفيان البقالي الذي يتسيد هذه المسافة منذ عامين بعد أن توج بكل الألقاب الممكنة، بطلا أولمبيا، وبطلا للعالم وبطلا للدوري الماسي. الأكيد سيكتسي سباق 3000 متر موانع أهمية بالغة هذا العام، في ظل المنافسة القوية بوجود أكثر من متسابق من المستوى العالي، خصوصا بين سفيان البقالي، حامل لقب بطل العالم العام الماضي بيوجين، و وصيفه الأثيوبي لاميشا جيرما الذي سيكون رقما صعبا هذا العام، و أحد أبرز نجوم هذا السباق، بعد أن أعطى إشارات السنة الماضية في سن 21 عاما فقط، بمستواه المثير للإعجاب، حيث تمكن من تحقيق أفضل الأرقام في السباق، و كان الوحيد الذي إستطاع كسر حاجز الثماني دقائق ثلاثة مرات و في ظرف أقل من عشرة أيام، قبل أن يفجر طاقاته في أول إطلالة له هذا العام داخل الصالات المغلقة في سباق 3000 متر الذي قدم فيه أداء عاليا ليسجل رقما خرافيا بمقدار 7:23.81د، ويحطم أحد الأرقام القياسية التي ظلت عصية منذ أكثر من 25 سنة، كما أن أداءه تطور بشكل كبير جدا و أصبح أكثر مناعة، الشي الذي سيجعله يشكل خطرا كبير على البطل سفيان البقالي هذا العام و يزاحمه على عرش السباق. كمتابع لالعاب القوى العالمية ماذا يعني لك آخر رقم حققه لاشيما داخل القاعة ؟ العداء لاميشا، البالغ من العمر (22 عاما)، ينتمي إلى منطقة أسيلا بأثيوبيا التي ينتمي إليها هايلي جيبريسيلاسي و كينينيسا بيكيلي و أسرة ديبابا، بدأ لاميشا مسيرته في سباق 1500 متر في أكاديمية البطلة الأولمبية السابقة تيرونيش ديبابا، و لما لاحظ مدرب النادي طوله وخطواته الطويلة في الركض إقترح عليه أنه سيكون أفضل لو غير إختصاصه إلى سباق الموانع، وأخذ بنصيحته ليلتحق بأكاديمية الشباب الرياضية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا تحت إشراف المدرب الوطني للمنتخب الاثيوبي في سباق الموانع، ليسطع نجمه في هذا الإختصاص كعداء متميز وموهوب في سن صغيرة، و بدأ بداية واعدة في مشواره ضمن الكبار رغم صغر سنه، حيث إستطاع مقارعة أقوى العدائين في سباق الموانع، ليسطر تاريخه مبكرا و تحديدا في بطولة العالم لألعاب القوى 2019 بالدوحة، بعد فوزه بفضية سباق 3000 متر موانع في سن 18 سنة، بعد منافسة شرسة في السباق النهائي المثير للإعجاب الذي حسم للعداء الكيني كيبروتو بعد اللجوء إلى تقنية الفوتو فينيش بفارق 0.01 ثانية، و حاز البقالي في هذا السباق على الميدالية البرونزية، وواصل بعد ذلك تطوره الرقمي وسجل تطورا في مستواه وأدائه سنة بعد أخرى. كما حافظ على حضوره المتميز في البطولات العالمية الكبرى، وتوج بفضية أولمبياد طوكيو، و فضية أخرى في مونديال يوجين العام الماضي الذي أحرز خلاله كذلك فضية سباق 3000 متر في مونديال الصالات ببلغراد. وحقق كله هذه الانجازات في سن أقل من 21 سنة، وتقديرا لكل هذه الإنجازات منحه الإتحاد الإفريقي لألعاب القوى جائزة أفضل رياضي شاب لعام 2022. و يبقى الهدف الرئيسي للعداء لميشا هو التتويج باللقب عالمي، والفرصة سانحة أمامه هذا العام في بطولة العالم لألعاب القوى ببودابيست الصيف المقبل، وسيكون مرشحا بقوة للفوز بأول لقب عالمي في مسيرته، ويفك بذلك نحس مركز الوصافة التي لازمه في أربع بطولات عالمية كبرى متتالية. هل يزيد لاشيما الضغط على البقالي في مسافة 3000 متر بعدما حقق ارقاما قوية الموسم الماضي في العصبة الماسية ؟ يشير مستوى الاثيوبي لاميشا جيرما من خلال أداءه الباهر قبل أسبوع في سباق 3000 متر داخل الصالة بفرنسا، إلى أنه أصبح إسما صعبا وقويا سيهدد العداء سفيان البقالي، بطل العالم وحامل الذهبية الأولمبية، هذا العام على زعامة سباق 3000 متر موانع في ملتقيات الدوري الماسي التي تشتعل فيها المنافسة وتعرف مشاركة أجود العدائين على الاطلاق يتزعمهم البقالي إلى جانب كوكبة العدائين الكينيين المتخصصين الذين سيطروا على هذا السباق لسنوات طويلة، مما سيعطي لهذا السباق قدرا كبيرا من المتعة والإثارة هذا العام وسينعكس إيجابا على زمن ونتيجة هذا السباق ويجعل رقمه القياسي في خطر. من جانبه، يدرك سفيان البقالي جيدا، أن مهمته هذه السنة لن تكون بالسهلة و تنتظره منافسة قوية وشرسة من العداء الأثيوبي لاميشا جيرما الذي أظهر أنه أصبح أكثر نضج ومناعة من خلال مستوياته العام الماضي خصوصا بداية هذا العام، إذ أبان عن قدرات متميزة وإنطلاقة واثقة في سباق تاريخي كبير فجر خلاله كل طاقاتها وأزاح خلاله أحد أصعب الأرقام العالمية داخل الصالات تحديدا في مسافة 3000 متر، ليعطي إشارة بأنه سيكون هذا العام المرشح الأبرز ليكون الملك الجديد لسباق الموانع وأحد النجوم الكبار التي تتجه لهم الأنظار في مضامير ألعاب القوى. ورغم أن منافسات سباقات الهواء الطلق ما زالت لم تبدأ بعد لمعرفة مدا قوة وجاهزية عداء عن الآخر، إلا أن زعامة هذا السباق التي كانت حكرا على الكينيين، قبل أن ينتزعها منهم سفيان البقالي قبل عامين، ستكون المنافسة عليها مفتوحة على مصراعيها بين كوكبة العدائين الكينيين والأثيوبيين والمغربي سفيان البقالي، ويصعب التكهن باسم الفائز نظرا لتقارب مستواهم. وسيحاول البقالي بدوره أن يثبت أنه نجم هذا السباق بلا منازع، ويواصل سلسة إنتصاراته وزعامته للسباق رغم المنافسة القوية التي ينتظرها من لاميشا. هل يستطيع البقالي قهر اشرس خصومه لاشيما وكيبروتو وكونسيسلوس وإلي جيتنيت و هايلي مريم كما فعل السنة الماضية قدم البقالي موسما رائعا ومثاليا العام الماضي حيث لم يخسر طوال العام أي منافسة أو بطولة أو ملتقى دولي، وتوجه بالفوز بلقب الدوري الماسي واللقب العالمي منهيا مرة أخرى السيطرة الكينية في البطولة العالمية كما فعل نفس الشيء في أولمبياد طوكيو. ورغم أنه حقق تقريبا كل الألقاب الممكنة، الا أنه ما زال يطمع في المزيد من الإنجازات وشهيته مفتوحة لألقاب أخرى في سباقه المفضل، حيث يواصل تحضيراته بمعنويات عالية للموسم الجاري الذي سيشهد إقامة بطولة العالم لألعاب القوى التي يسعى من خلالها الإحتفاظ بلقبه العالمي. وأعلن البقالي في حوار له مع مجلة ويكلي أتليتيكس البريطانية المتخصصة، في حفل توزيع جوائز ألعاب القوى لعام 2022،عن نيته لتحطيم الرقم القياسي العالمي لسباق 3000 متر موانع، الذي يحتفظ به العداء القطري سيف سعيد شاهين منذ عام 2004، و البالغ (7:53.63د)، وأوضح، أن لهذا السبب، سيركز في عام 2023 على تحسين سرعته عبر المشاركة في مسافة 1500 متر الذي يملك فيها رقم جيد بمقدار 3:31.95د، لإنهاء سباقه المفضل "3000 متر موانع" بقوة أكبر وبزمن أقل من الرقم العالمي. نزل سفيان البقالي عن حاجز الثماني دقائق في سباق 3000م موانع مرتين في مسيرته ويملك أفضل رقم عالمي من بين العدائين الناشطين حاليا بقدر 7:58.15د سجله عام 2018 بموناكو، والذي يضعه في المركز العاشر كأسرع زمن على الإطلاق، والمركز الثاني في المغرب بعد رقم المغربي إبراهيم بولامي البالغ 7:55.28د الذي حققه عام 2001 وهو رقما قياسيا وطنيا . لكن حسب رأي المتتبعين و الفنيين، فإن الطريقة التي يخوض بها البقالي سباقاته، يبقى كسر الرقم العالمي صعب المنال بالنسبة له، حيث يظل في كل سباقاته مختبأ في الخلف ثم الخروج في الأمتار الأخيرة، وهي طريقة لا تساعد على تحقيق أرقام قوية جدا. في المقابل يبدو لاميشا جيرما الأقرب حاليا لتحطيم أو الاقتراب من الرقم العالمي، ويملك المقومات والمؤهلات لتحطيم الرقم القياسي العالمي بطريقته المثلى بشجاعته في أغلب سباقاته بالقيادة منذ البداية و السيطرة على السباق ومجاراة إيقاع أرانب السباق مع رفع الإيقاع القاتل في اللحظة المناسبة، و هذا التيكتيك يجعل المتسابق أقرب إلى الرقم القياسي العالمي للمسافة وهذا يتطلب أن يكون العداء في جاهزية تامة لمواجهة التحدي، وهو ما شاهدناه في السباق الكبير والمذهل الذي قام به لاميشا في ملتقى ليفين الفرنسي بتحطيمه للرقم القياسي العالمي في سباق 3000 م داخل الصالات والذي كان بحوزة الكيني دانييل كومان منذ 25 عام. هل تتوقع عودة كينيا رغم أن البقالي فاز ببطولة العالم ووضع حدا لسلسلة الألقاب العالمية الكينية التي احتكرت اللقب في سبع نسخ متتالية منذ دورة اوساكا 2007 بما مجموعه 13 لقبا عالميا من أصل 17؟ الحديث عن بطولة العالم المقررة الصيف المقبل بالعاصمة الهنغارية بودابيست، قد يكون سابق لأوانه الآن، بحكم أن سباق الموانع يجرى فقط في الهواء الطلق، ومنافساته مازالت لم تبدأ بعد لمعرفة مستوى كل عداء، لكن المنافسة و لقب السباق لن يخرج من بين عدائي أثيوبيا بزعامة لاميشا جيرما و سفيان البقالي الذي يأمل في الحفاظ على لقبه العالمي، رغم أن مهمته هذه المرة ستكون صعبة في التتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي، إلى جانب كوكبة العدائين الكينيين الذي سيسعون إلى إستعادة هيبتهم على هذا الإختصاص الذي كان ملكا لهم، بعد خسارتهم للقب الأولمبي ثم العالمي في العامين الماضيين، وإعادة اللقب إلى بلدهم، وهم الذين احرزوا لقب البطولة 13مرة من أصل 18 نسخة حتى الآن إضافة إلى 12 ميدالية فضية و 6 برونزيات. و المدرسة الكينية عودتنا كل عام على إعداد جيل واعد من العدائين من المستوى العالي، فكلما تراجع مستوى عداؤوها ظهر بدلا منهم كثيرون، ويبقى هدفهم المقبل هو استعادة اللقب العالمي لسباق الموانع في بودابيست 2023. البقالي حقق فضية بطول العالم لألعاب القوى في لندن سنة 2017، وبرونزية المنافسة سنة 2019، وفاز بها سنة 2033 ما توقعك للنسخة المقبلة؟ أثبت الأثيوبي لاميشا جيرما، أنه في قمة عطائه هذا الموسم، خصوصا بعد بدايته الرائعة و المذهلة داخل الصالات، ويبقى أبرز مرشح للفوز باللقب العالمي هذا العام. ويبدو أنه تعلم الدرس من العام الماضي، بخوضه سباقات كثيرة على طول العام في الصالات والضاحية وفي الهواء الطلق مما جعله يتعرض في نهاية الموسم لاصابة أرغمته على الغياب عن السباق النهائي للدوري الماسي الذي فاز به سفيان البقالي. وسيسعى لاميشا للتأر من البقالي الذي حل وصيفا له مرتين في الألعاب الأولمبية طوكيو 2021 ومونديال يوجين لألعاب القوى 2022، وحرمانه من الدفاع عن لقبه في سباق الموانع، وأن أول يكون عداء أثيوبي يفوز باللقب العالمي في المسابقة، ويفك النحس الذي لازمه في أربع بطولات عالمية كبرى متتالية (بطولة العالم 2019، 2022، وأولمبياد طوكيو 2021، مونديال الصالات 2022) والتي اكتفى فيها بالميدالية الفضية.