أفادت صحيفة "جون أفريك" بأن المغرب قام مرة أخرى بحظر كتب مدرسية في مدارس البعثات الفرنسية بسبب بتر الصحراء المغربية من خريطة المملكة، ما ددفع فرنسا للتشديد على اعتماد الخريطة كاملة. ويأتي قرار المملكة، وفق الصحيفة، بسبب سياسة عدم التسامح التي انتهجتها في السنوات الأخيرة مع كل ما يتعلق بوحدة أراضيها، بما في ذلك رسم الخرائط. مشيرة إلى أن آخر الضحايا هي المدارس الفرنسية في المملكة والتي أجبر بعضها على سحب الكتب المدرسية التي اعتبرتها السلطات غير متوافقة مع قوانينها. وقال المصدر ذاته إن تعليمات تم توجيهها من مصلحة التعاون والعمل الثقافي (SCAC) بالسفارة الفرنسية تحث المؤسسات التعليمية التابعة لفرنسا بإجراء عمليات فحص للكتب المدرسية تجنبا لوضع مماثل في الإعداديات والثانويات الأخرى، وإذا لزم الأمر سحب المقررات التي لا تظهر خريطة المغرب كاملة. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن البرامج والأدوات التعليمية المستخدمة هي نفسها الموجودة في فرنسا، فإن "البعثة الفرنسية" في المغرب تهتم كثيرًا باختيار تلك التي لا تكشف عن أي حدود في الخريطة المغربية، حتى لو كانت خطوطًا منقطة. ونقلت الصحيفة تصريحات لمدرس سابق في مؤسسة فرنسية، التي أشار فيها إلى إدارة المؤسسة التي كان يشتغل بها طالبت في وقت من الأوقات بسحب جميع الكتب التي لا تحترم سيادة المغرب على أقاليمه الصجراوية. مؤكدا على ان بعض الأساتذة طلب من المتعلمين تمزيق بعض الصفحات ومنهم من دعاهم إلى تلوين الخريطة كاملة بحيث لا تظهر الحدود الوهمية التي تفصل شمال المملكة عن جنوبها. ونقلت الصحيفة الفرنسية ذاتها تصريحات عن العديد من الأساتذة يشهدون على حدوث تغيير في لهجة الإدارة تجاههم في موضوع وحدة أراضي المملكة لمدة عامين تقريبًا، أي بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء. أستاذ آخر رفض الكشف عن هويته وعن هوية المؤسسة التي يشتغل بها قال ل"جون أفريك": "لقد أولينا اهتمامًا دائمًا لهذا الموضوع ، لكننا اليوم أكثر انتباهاً من ذي قبل".