أيها القائمون على الكرة ارحمونا وارحلوا ما وقع بملعب محمد الخامس كارثة وطنية بامتياز، فأن تسفر مقابلة لكرة القدم عن قتلى وجرحى، أمر يدفعنا لكي ندق ناقوس الخطر، ويؤكد بالملموس أن شغب الملاعب تحول إلى عنف، وأن العنف أصبح يحصد القتلى، وأنه حان الوقت لكي يتحمل كل المتدخلين مسؤولياتهم اتجاه هذه الظاهرة التي تحولت اليوم الى آفة، آفة سيصعب لاقدر الله القضاء عليها أو الحد منها مستقبلا . المطلوب اليوم نوع من الصرامة داخل الملاعب، والمطلوب اليوم ذلك الوقوف عند أسباب الظاهرة وتحليلها من خلال المقتربات الاجتماعية والسياسية وليس الأمنية فقط، وهو أمر سيسمح لنا بإيجاد الحلول الناجعة لهذه الظاهرة ، وليس فقط مسكنات للالم دون استأصال الورم الذي اصبح يتمدد ويرخي بجذوره وسط الجسم الكروي . جسم اصبح للاسف الشديد يعج بالدخلاء والمتسلقين واصحاب الاجندات التي في آخر سلم اولوياتها الالتفات الى المجال الكروي ، مجال اصبح عند البعض مجالا للوجاهة الاجتماعية والسياسية وتحقيق الاغتناء السريع . ارحمونا من خزعبلاتكم ايها القائمون على الشأن الكروي ، ارحمونا من اجنداتكم السياسة المغلفة بجلد اقسى من جلد الكرة ، ارحمونا من تبريراتكم ومن ترهاتكم ومن لغتكم الاقرب الى لغة الماء ، لاطعم ولا لون لها ولا رائحة . ارحمونا من كل ذلك وعودوا ادراجكم نحو حزبكم ، فهو اولى بخزعبلاتكم ، اركبوا من فضلكم جراركم وعودوا من حيث اتيتم . رحم الله القتلى ومتع الله الجرحى بالصحة والعافية