ستظل لحظة احتفالية افتتاح كاس العالم لكرة القدم للأندية، في طنجة عروس شمال المملكة المغربية، درسا تاريخيا في استثمار التكنولوجيا السمعية البصرية، في إنجاز وتقديم ابهى صورة من ألوان الهوية الثقافية الفنية المتأصلة في عمق امة تاريخها ممتد في الزمن الى عشرات القرون، ومتجذر في تراب الامتداد المغربي بخصوصيات جهوية. إانه ليكفي هاته الاحتفالية أنها زاوجت بين معاني "الرحلة في التاريخ" ، وبين رمز الرحلة في الثقافة الانسانية، الرحالة المؤرخ "ابن بطوطة" الطنجي المغربي. كما إنه يكفي هاته اللحظة -التي جمعت بين المعرفة ، وبين الفرجة الماتعة – انها خلقت التناغم الراقي بين الاحتفاء بابن بطوطة ، و بين رمز انساني في كرة القدم ، اسمه "بيلي"، بدون ادنى تكلف او تصنع. وحتما فانه يكفي عرس الاحتفال هذا، انه تم في رحاب طنجة التي اراد لها بديع السماوات والارض، ان تتبوا من الارض موقعا كان وسيبقى شاهدا على لقاء والتقاء وتلاقح اكبر واعرق و اعظم الثقافات الانسانية. ويكفي هذا المنجز المغربي الباذخ، ان لا عيب شابه او اصابه، من عيوب "الخروج عن السطر" ، كلزوم ما لا ينبغي لزومه، او كاقحام اي خطاب من اي مجال ومضمون، وخاصة من قواميس خطاب الفتنة، و خطاب التفريق بين الناس ، بدل تقوية اواصر التواد و التعارف( ..... شعوبا وقبائل لتعارفوا......). انه درس من امة كاملة مؤمنة بان تاريخها الوارفة ظلاله، ماهو الا زاد الطريق ، لتثبيت الالباب و القلوب على طول المسير نحو مستقبل تتعايش فيه -في تناسق- خصوصيات الهوية، و خصوصيات التحديث والتنمية. لقد استمتعنا كمغاربة، وامتعنا معنا العالم بمشاهد واصوات، استطاع مبدعوها تضمينها الكثير الكثير، لكن في اوجز واقل واقصر مدة زمنية. انه فن "ماقل ودل"، و هو اصعب الفنون ، وانه علم "السهل الممتنع" ، و هو بحر لجي لا يمخر عبابه الا من انتمى الى عالم اسمه" النبوغ المغربي"، هذا النبوغ الذي جمع بعض تجلياته العالم العلامة الفقيه الاديب ، سيدي "عبدالله كنون"، الذي اشتد عوده، و علت مراتبه في طنجة-نعم-، طنجة التي شدت بكل انبهار انظار الشغوفين باحتفالية الاحتفاليات في رحاب مجمع البحرين. شكرا وامتنانا لكل من صنع انسياب الحسن والجمال و الحكمة في هاته اللحظة، و أما الذين في قلوبهم مرض، فقد وعدهم تعالى بأن يزيدهم مرضا على مرض. ولتتواصل لحظات الرقي باللمسة المغربية. سيييييير، سييييير......