انطلقت مساء أمس بزاكورة فعاليات الدورة الثالثة عشر للمهرجان الدولي للرحل بامحاميد الغزلان الذي تنظمه جمعية (رحل العالم) على مدى ثلاثة أيام. وتميز اليوم الأول من هذه التظاهرة الثقافية المنظمة بدعم من المجلس الإقليمي وعمالة إقليم زاكورة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان بتنظيم مسابقة خيام الرحل التي تترجم جانبا من العلاقة التي تربط الإنسان بالوسط البيئي الصحراوي، كما تم تقديم عرض للأزياء التي تعكس هوية المرأة الصحراوية من خلال اللباس، فضلا عن تنظيم حفل غنائي أحيته فرقة للطرب الحساني الأصيل ومعرض للمنتجات المجالية المحلية. ويضم المعرض مشغولات الصناعة التقليدية من أجل إطلاع جمهور المهرجان من السياح المغاربة والأجانب على ما يزخر به المجال الترابي لمنطقة درعة من منتجات فلاحية تستعمل في أغراض مختلفة كما هو الشأن مثلا بالنسبة للتمور، والحناء، والكسكس والزعفران، والأركان والورود العطرية وغيرها، فضلا عن التعريف بعدد من الحرف التقليدية المميزة لهذه المنطقة ذات الطابع الصحراوي. وأكدت الكلمات التي ألقيت خلال حفل افتتاح هذا الموعد السنوي، أنه علاوة عن كون المهرجان يعتبر فرصة للتعريف بحياة وثقافة الرحل وصيانتها، فإنه يشكل أيضا مناسبة للتعريف بالمؤهلات التي تزخر بها منطقة امحاميد الغزلان والتي تعد وسيلة للنهوض بالقطاع السياحي الذي يحتل مكانة متميزة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. وأبرزت أن هذا اللقاء التراثي يشكل تظاهرة ثقافية واجتماعية وفنية تتيح للزوار فرصة للتعرف أكثر على جوانب متعددة من حياة وثقافة الرحل التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، كما يعد فرصة لإحياء وتثمين الموروث الحضاري للرحل، وجعله أداة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة. وفي ما يتعلق بالشق الفني والترفيهي، فقد كان لجمهور المهرجان مساء أمس موعد مع أولى السهرات الغنائية المبرمجة ضمن فعاليات الدورة 13 لهذا الملتقى حيث شارك في هذه السهرة خليط من الفنون التراثية المغربية والأجنبية، شملت الأفرو بلوز مع الفنان القدير أفيل بوكوم، وموسيقي الفايكيغ النرويجية، وموسيقى الفلامينكو مع لا ناتي ومجموعة منات أزوان. وتم خلال اليوم الأول أيضا عرض فيلم وثائقي بعنوان " قافلة نحو المستقبل" للمخرجة الصحفية الفرنسية - يابانية: أليسا ديكوت طويو زاكي. ويعرض الفيلم لرحلة قافلة طوارقية لنقل الملح من "العير" شمال النيجر إلى "كانو" بنيجيريا وترصد المخرجة رحلة القافلة في هذه التجارة التي استمرت لآلاف السنين، شهادة بالصوت والصورة عن جانب من ثقافة الرحل سيتعرف عليها جمهور المنتدى والمهرجان الدولي للرحل. وسيشهد هذا الموعد الثقافي أيضا تنظيم ورشات لتعليم الخط العربي ومعرض تشكيلي للفنانين التشكيليين، يتناول أساليب تشكيلية مختلفة، تستوحي أعمالها الفنية من عمق الخصوصية المغربية ومن منظور إنساني يتربع الجمال على عرشه. وسيكون الحضور على موعد مع ثلة من الأدباء والمبدعين المغاربة، في مجالات الشعر والقصة والنقد والتأريخ، موعد يفتح آفاق جمهور المهرجان على الفكر والأدب المغربيين ويقربهم أكثر من الخصوصية المغربية وغناها الثقافي على امتداد العصور. أما جديد المهرجان هذه السنة فيتمثل في إطلاق الدورة الأولى لمنتدى الرحل، الذي سيفتح النقاش حول هذه الثقافة ويقارن بينها في جميع الأصقاع، بمشاركة متخصصين يتداولون حول الأنظمة البيئية الواحية في خدمة الترحال للدكتور جورج توتان، والتعلم عبر التراث الثقافي لمحاميد الغزلان، للجمعية الإسبانية تيراشيدية.