أحيى الفنان المغربي فريد غنام وفرقة "إمزاد" لفن القيثار من الجزائر، يوم السبت، ثاني أماسي مهرجان الرحل الدولي بمحاميد الغزلان بزاكورة بنغمات متميزة خلقت أجواء من الانتشاء والاستمتاع الصافي. وينبع تميز فرقة "امزاد" الموسيقية الشابة من كونها تشكل لونا جديدا من تراث الرحل الغني وتأتي إبداعاتها من آلة موسيقية تقليدية عند قبائل طوارق الأهقار، تعزفها النساء وتحرم على الرجال. كما ان استعمال الآلة يكون مشتركا بين المرأة والرجل، حيث تعزف المرأة ويردد الرجل الأهازيج الزجلية المرتبطة بتقاليد وعادات الطوارق إلى جانب التغني بقصائد شعرية، مرفوقة بالدف والتصفيق. ويكرس حضور الفرقة في الدورة الثالثة عشرة من المهرجان هويته كأداة للمحافظة على تراث الرحل. من جهته، ألهب فريد غنام حماس الجمهور الحاضر بعد أدائه سلسلة من أغانيه الشهيرة التي حفظها الجمهور الحاضر عن ظهر قلب و قام بترديدها معه طيلة السهرة. وفريد غنام من مواليد مدينة أكادير، ترعرع في بيئة فنية، إد كانت أمه عازفة بيانو وأبوه قارع طبل. واكتسب خبرة في النوع الموسيقي ‘كناوة'، وعزف على آلة ‘الكمبري' قبل أن ينتقل إلى آلات وترية أخرى.. ويشتغل فريد غنام مع العديد من مجموعات ‘الفيزيون'، بما في ذلك ‘مرايا باند' التي تأسست سنة 2006، وأحرزت المجموعة الجائزة الأولى في مسابقة جيل موازين لسنة 2007، ثم الجائزة الأولى في ‘ترومبلان البولفار' سنة 2008، أما في سنة 2012، فقد شارك في أول طبعة لبنانية من برنامج " احلى صوت"، حيت تألق في فرقة الفنانة شيرين عبد الوهاب، ووصل إلى النهائيات وحظيت مقاطعه الموسيقية بملايين المشاهدات على اليوتيوب. ويمنح مهرجان الرحل بزاكورة نكهة فريدة تمنح المشاركين سفرا عبر ألوان ثقافية وفنية مختلفة، للتعريف بثقافة البدو الرحل وحفظ الموروث الثقافي وربطه بالبحث العلمي والأكاديمي. وهو حافل بالفقرات المتنوعة بأزيد من أربعة عشر حفلا غنائيا راقصا بالمنصة الرسمية، ووسط الصحراء بمشاركة فنانين مرموقين مغاربة ومن وجهات عالمية، إضافة إلى مشاركات محلية لدعم المهارات وصقلها عبر الاحتكاك والتبادل المباشر مع التجارب الاحترافية في هذا المجال من أجل إعطاء الفرصة لتطوير هذا النمط الفني وإبقائه تحت الأضواء ويكرس التنوع وغنى تراث الرحل. كما يتضمن البرنامج معرضا للمنتجات المحلية بمشاركة جمعيات وتعاونيات محلية، للمساهمة في فتح بوابات جديدة للترويج والتسويق للمنطقة، وخلق بيئة لإنتاج وفرص سوسيو اقتصادية، كما سيكون المعرض فضاء ثقافيا وفنيا بامتياز، بإشراك عارضين في أروقته المتنوعة علاوة على استعراضات نابعة من ثقافة البدو الرحل، كالهوكي نوماد "المكحاش" وسباق الهجن، والتنافس في طهي خبز الرمال "الملا" في وفاء لروح المهرجان التي تزيح الغبار عن ثقافة البدو الرحل، ومقاومة اندثارها في الزمن الحاضر. وعلى مدى ثلاثة أيام في قلب الصحراء، تفتح نافذة زمنية للسفر عبر الزمن والذاكرة والفضاء، والاستلهام من التنوع الفني عبر العالم، وللاحتفاء بالحياة. جديد المهرجان هذه السنة هو إطلاق الدورة الأولى لمنتدى الرحل، الذي سيفتح النقاش حول هذه الثقافة ويقارن بينها في جميع الأصقاع، بمشاركة متخصصين يتداولون حول "الأنظمة البيئية الواحية في خدمة الترحال" لجورج توتان، و"التعلم عبر التراث الثقافي لمحاميد الغزلان"، للجمعية الاسبانية تيراشيدية.