تقدم نائب رئيس مقاطعة جليز بمراكش، بشكاية لدى وكيل الملك بمحكمة الاستئناف، ضد رئيسه، على خلفية الشكوك التي رافقت موارد تنظيم المقاطعة لنشاط بمناسبة المسيرة الخضراء، وجعل فضاء الحفل المقام في يوم واحد في خدمة إحدى شركات السيارات للقيام بإشهار طيلة مدة 5 أيام. ووفق المعلومات التي استقتها جريدة "العمق" من مصدر مطلع، فإن النائب الأول المفوض له تدبير قسم الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، تقدم بشكاية لدى وكيل الملك بمحكمة الاستئناف، للتحقيق في موارد حفل المسيرة الخضراء، خاصة بعد تصريح الرئيس بأن المقاطعة لم تصرف أي درهم على النشاط. وأضاف المصدر ذاته أن النائب تقدم بشكاية ثانية في موضوع بناية "عشوائية" شيدتها المقاطعة بملعب الحي المحمدي، "دون أي تصميم أو رخص"، وعن طريق "جمع المال من عند محسنين"، ليتم إحالتها لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش للاختصاص. وعن سياق هذه الشكايات، فقد سبق للنائب الأول، سعيد أيت المحجوب، عن حزب الأصالة والمعاصرة، أن تقدم بطلبات توضيح لرئيسه عمر السالكي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، دون يتلقى أي جواب. كما راسل رئيس المجلس الجماعي لمراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، قصد التدخل. وخلال البحث عن خلفيات الصراع، كشف مصدر جريدة "العمق" أن هذه الشكايات جاءت لتصفية حسابات وصفها ب"الضيقة وغير البريئة" بين رئيس مقاطعة جليز ونائبه الأول، وبدأت تطفو على السطح، في محاولة لنبش كل واحد في ملفات الآخر، قصد الإطاحة به من مكتب المجلس. خلفية الحدث احتدم النقاش بين رئيس مقاطعة جليز المدينة، ونائبه الأول المفوض له تدبير قسم الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، إلى حد رمي هذا الأخير للرئيس بارتكاب ب"جريمة غدر"، بعد اتهامه ب"بتقديم طلب للاستفادة من فضاء المسرح الملكي ومحيطه من أجل نشاط فني، ووضعه رهن إشارة شركة سيارات معروفة، من أجل إشهار سياراتها". ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة "العمق"، فإن النائب الأول لرئيس مقاطعة جليز، السعيد أيت المحجوب، اشتكى رئيسه، عمر السالكي، لعمدة مدينة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، في مراسلة خاصة، مطالبا إياها بالتدخل من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. ويعود الصراع بين رئيس مقاطعة المنارة، عمر السالكي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ونائبه الأول، السعيد أيت المحجوب، عن حزب الأصالة والمعاصرة، بعد تنظيم المقاطعة حفلا فنيا بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، بفضاء المسرح الملكي. شعور ب"الغدر" وما زاد من امتعاض النائب المفوض له تدبير قسم الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، هو تقدمه بطلب لعمدة مدينة مراكش، نيابة عن الرئيس، قصد الترخيص لمجلس مقاطعة جليز، من أجل استغلال الساحة المتواجدة أمام المسرح الملكي بشارع محمد السادس لتنظيم احتفالات ذكرى المسيرة الخضراء، أيام 09- 10- 11- 12- 13 نونبر المنصرم. وعبر النائب المذكور، في شكايته لعمدة مدينة مراكش، والذي توصلت "العمق" بمضامينها، عن تفاجئه بعد تقديمه للطلب، ب"استغلال الساحة المتواجدة أمام المسرح الملكي بمراكش، من طرف ماركة تجارية خاصة ببيع السيارات، تعرض سياراتها، طيلة هذه المدة، مع نصبها الخيام وتعليقها لمجموعة من الرايات الإشهارية، تبين في ما بعد أن هذا الاستغلال تم بدون ترخيص من الجهات المعنية". وبالرغم من أن ترخيص استغلال الفضاء، يمتد على طيلة خمسة أيام، وفق ما كشفه أيت المحجوب، فقد اقتصر تنظيم الحفل الفني في يوم واحد داخل المسرح الملكي، والذي صادف ال13 نونبر 2022، مشيرا إلى أنه "لم يكن يعلم بفقراته ولا بطريقة تمويله، رغم كونه النائب المفوض له القطاع الثقافي بمقاطعة جليز". طلب توضيحات وسبق للنائب المذكور، رفقة نائب الرئيس السادس بمقاطعة جليز، محمد أيت بويدو، قد طالبا معا، في 17 نونبر الماضي، رئيس المقاطعة بتقديم توضيحات حول موارد المالية وحجم المساعدات التي تلقتها المقاطعة من أجل تنظيم حفل فني بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، قبل أن تتفجر قضية "استغلال شركة خاصة لساحة أمام المسرح، بناء على طلب تقدمت به مقاطعة جليز". وقال النائب الأول، سعيد أيت المحجوب، والنائب السادس، محمد أيت بويدو، إن الحفل الفني المذكور، في طلب توضيح اطلعت عليه جريدة "العمق"، "لم يتم التداول فيه داخل المكتب المسير، وأن النائب المفوض له تدبير قم الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، لم يكن على علم بفقرات هذا الحفل الفني". شكوك والتباسات وما زاد من حجم الشكوك في الموضوع، كون رئيس مقاطعة جليز، عمر السالكي، صرح لوسائل إعلام على هامش الحفل، بأن المساهمين في الحفل تحملوا جميع التكاليف من ألفها حتى يائها، دون أن تصرف المقاطعة ولو درهما واحدا. وفي هذا الإطار قال أيت المحجوب وأيت بويدو، وفق الوثيقة التي اطلعت عليه جريدة "العمق" بأن المقاطعة "تلقت مساعدات مادية وعينية من طرف مجموعة من المقاولات والشركات لإقامة هذا الحفل". وعبر النائبان في طلب توضيح موجه لرئيس مقاطعة جليز، عن أسفهم ل"عدم التشاور مع النائب المفوض له القطاع، وعدم إشراك المكتب المسير في التداول بشأن فقرات هذا النشاط". كما طالبا، وفق ذات المصدر، ب"إطلاع أعضاء مجلس مقاطعة جليز عن طبيعة وحجم المساعدات التي تلقيتموها بهذه المناسبة والجهات المستفيدة منها، والمستحقات التي تلقتها الفرق الفنية لإحياء هذا الحفل". السالكي يرد بعد طلب التوضيح الذي تقدم به نائبا لرئيس مقاطعة جليز، جاء رد عمر الساكي بالنفي التام لما تم تداوله، معتبرا أن ذلك "منافٍ للحقيقة"، دون أن يتطرق بيان توضيحي موقع باسمه، إلى علاقة عرض السيارات والرايات الإشهارية بنشاط الحفل، بفقرات الحفل الذي نظمته مقاطعة جليز وسهرت على تنزيله. أما بخصوص عدم علم النائب المكلف بفقرات النشاط، أوضح السالكي، أنه تمت الدعوة إلى عقد اجتماع موسع للمكتب المسير يوم الثلاثاء 29 نونبر 2022، أي بعد طلب التوضيحات التي تقدم بها النائبان، وتم فيهما اطلاع الحضور على الوثائق والمراسلات التي تهم النشاط، بما فيها برنامج الأنشطة السنوي الخاص بمصلحة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، الذي صادق عليه المكتب المسير بتاريخ 15 فبراير 2022، والذي حضره جميع النواب بدون استثناء كما تدل على ذلك لائحة الحضور. وأوضح السالكي في بيانه، أنه تم إطلاع الحاضرين في اللقاء، بطلب أحد الشركاء، يلتمس فيه المشاركة في إقامة نشاط، وذلك عبر تعبئة مختلف الفاعلين والفنانين الراغبين في إنجاح الحدث. كما أفاد البيان أنه تم في ذات اللقاء، قراءة جواب المقاطعة على طلب المشاركة، والذي حدد مهمة المقاطعة في تحصيل التراخيص، وتوفير اليد العاملة، واستدعاء المدعويين مع الإشراف العام. وزاد المصدر أنه تم في اجتماع المكتب المسير لمقاطعة جليز، قراءة توضيح صادر عن المؤسسة الشريكة، تكشف فيه "أنها هي من تكلفت بالتنسيق مع بقية المتدخلين في تغطية حاجيات وتكاليف ولوجيستيك الحفل، وأن لا علاقة لأطر ومنتخبي المقاطعة بشيء من ذلك". مطالب بتدخل القضاء قام النائبان مباشرة بعد توضيحات رئيس مقاطعة جليز، بمراسلة عمدة مدينة مراكش مرة أخرى من أجل دعوة الجهات المختصة لفتح بحث قضائي. وقال كل من أيت المحجوب، وأيت بويدو، إن بيان الحقيقة الصادر عن رئيس مقاطعة جليز، "يتضمن معطيات مخالفة للواقع"، متشبثين بضرورة "إطلاع أعضاء المكتب عن طبيعة وحجم المساعدات التي تلقاها بمناسبة تنظيم حفل المسيرة الحضراء".