عبّر مجموعة من المواطنين بعددٍ من الدواوير والجماعات بإقليم تنغير، عن استيائهم من ضعف شبكة الاتصال وانعدام صبيب الانترنت بمناطقهم، مبدين امتعاضهم جراء ضياع أموالهم مقابل خدمات لا يستفيدون منها. لحسن خوياعلي، فاعل مدني بالمنطقة، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن مختلف مناطق إقليم تنغير تعاني من ضعف كبير في شبكة الهاتف النقال والانترنيت، خاصة في العالم القروي الذي تكاد تكون فيه شبه منعدمة. وأوضح على سبيل المثال جماعة أيت هاني التي تعاني ضعفا كبيرا في تغطية شبكة الهاتف وفي صبيب الأنترنيت، خاصة في فصل التساقطات المطرية والتغيرات المناخية. وأشار لحسن إلى أن "هذا الوضع يخلق جملة من المشاكل منها، ضياع مصالح المواطنين والمواطنات جراء غياب أو ضعف أو انقطاع الأنترنت بمختلف الإدارات، بالإضافة إلى ضعف المستوى التعليمي للتلاميذ بسبب عدم مواكبة التعليم عن بعد". وشدد على أن "هذا الأمر أثر أيضا على العلاقات الإجتماعية والأسرية بسبب غياب تغطية الهاتف والأنترنت، علاوة على تأثيره عل القطاع السياحي بسبب ضعف الأنترنيت في الفنادق". ولفت إلى أن هيئات المجتمع المدني طرقت مختلف الأبواب لتجاوز هذا المشكل العويص، وراسلت المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، من أجل إيجاد حلول ناجعة وتمكين السكان من حقهم المشروع في شبكة اتصالات تلبي حاجياتهم، لكن دون جدوى، رغم التوجه الوطني نحو تعميم الرقمنة في مختلف المصالح وسط مجهودات محتشمة جدا. وطالب المتحدث نفسه، الجهات المعنية بإقليم تنغير، ب"وضع حد لمعاناتهم، وإيجاد حل لمشكل شبكة الاتصال والإنترنت، الذي أصبح كابوسا يقض مضجع ساكنة إقليم تنغير"، مناشداً إياها في الوقت نفسه ب"دعم المنطقة بأبراج مدعومة بالجيل الرابع 4G للحصول على الخدمة المرجوة". في موضوع ذي صلة، بعث فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، دجنبر الحالي، سؤالا كتابيا إلى غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة حول "إحداث أو تقوية التغطية بشبكة الهاتف النقال والأنترنيت بدواوير وجماعات في إقليم تنغير". وجاء في السؤال الكتابي، الموقع من طرف النائبة البرلمانية نزهة مقداد، أن "ساكنة عددٍ من الدواوير والجماعات بإقليم تنغير لا تزال تعيش تحت وطأة الفجوة التكنولوجية الحادة في زمن الرقمنة، وذلك بسبب ضعف شبكة الهاتف النقال وتغطية صبيب الأنترنيت، أو عدم وجودهما أصلا، مما يجعل مواطنات ومواطني دواوير هذه الجماعات يعيشون مشاكل كبيرة جراء عزلتهم عن تطورات عالمهم الخارجي". وسجل المصدر ذاته، أن "الدواوير والجماعية المعنية بهذا الأمر، هي دواوير في جماعة حصيا، ودوار تسكا أمزاورو بجماعة تودغى السفلى ثم دوار تمتتوشت بجماعة أيت هاني وتاغيا نلمشان وأشطاط بجماعة تاغزوت نايت عطى، في وقت صارت عدد من الأغراض الإدارية تستلزم التوفر على هذه الوسائل والأدوات". وأشار السؤال الكتابي إلى أن" مشكل ضعف صبيب الاتصالات، أو انعدامها، يهم أيضا مناطق أخرى في جماعة أمسمرير وجماعة تودغى العليا، وخاصة منطقة مضايق تودغى التي تعتبر من أهم المناطق السياحية بالجماعة، وجماعة أيت سدرات الجبل العليا وجماعة أيت سدرات الجبل السفلى". وساءل فريق التقدم والاشتراكية الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة عن "الإجراءات والتدابير المستعجلة التي ستقوم بها الوزارة، لأجل ضمان التغطية الهاتفية في الدواوير المذكورة، إسهاماً في فك عزلة ساكنتها وتمكينها من حقها في الاستفادة من خدمات التغطية بشبكة الهاتف النقال وشبكة الأنترنيت، بغاية تمكينها، على قدم المساواة، من مواكبة التطورات التي تعرفها بلادنا".