في الوقت الذي تتطلع فيه الدولة المغربية إلى تعبئة كل الجهود من أجل تطوير منظومتها الصحية تماشيا مع الورش المَلَكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية، تفاجأت ساكنة جماعة توفلعزت قيادة أيت عبد الله التابعة للنفود الترابي لإقليم تارودانت بإغلاق المستوصف الوحيد بهذه المنطقة لأزيد من شهرين دون سابق إنذار . ووفق المعلومات التي توصلت بها جريدة "العمق المغربي" من مصادر محلية، فقد تم إغلاق المستوصف الصحي المذكور بعدما تغيبت الممرضة المداومة فيه بدون سابق إشعار لأزيد من شهرين، ليصبح سكان هذه المنطقة الهشة مرة أخرى أمام واقع صحي مرير. وأثار توقف خدمات هذه المؤسسة الصحية الذي نجم عنه تعطيل المصالح الصحية للمواطنين، غضب الساكنة ومختلف الفعاليات المدنية المهتمة بالشأن المحلي لهذه المنطقة القروية. وفي هذا السياق عبرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، عن "استنكارها لقرار إغلاق هذا المستوصف الصحي، مؤكدة على أن هذا الإغلاق عمق من معاناة الساكنة، ولاسيما المصابين بأمراض مزمنة إلى جانب الحوامل والأطفال الذين تستدعي حالاتهم المواكبة والتتبع لتفادي أي تداعيات من شأنها تهديد سلامة صحتهم وحياتهم". وأضافت الهيئة الحقوقية ذاتها أن "المؤسف في الأمر، هو عدم تجاوب الجهات المعنية، بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتارودانت مع استفسارات المواطنين حول الموضوع، علما أن الواجب يقتضي أن يتلقى المواطنون أجوبة مقنعة، وفي آجال معقولة عن تساؤلاتهم وشكاياتهم". ونددت الأمانة العامة للمنظمة المذكورة بما وصفته "تقاعس وتماطل" المسؤولين في التجاوب مع مطالب الساكنة المتمثلة في تمتعهم بحقوقهم وحصولهم على الخدمات الاستشفائية والعلاجية. وطالبت الجهات المسؤولة بضرورة "التدخل العاجل والفوري لفتح المستوصف الصحي"، داعية "المجلس الجماعي إلى استغلال جميع الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين على قدم المساواة من الحق في العلاج والعناية الصحية".