لقي صباح اليوم الخميس، ثلاثة أشخاص مصرعهم بتراب مقاطعة مرس السلطان الفداء بالدارالبيضاء، جراء انهيار جزئي للواجهة الجانبية لمنزل مكون من طابق أرضي وطابقين علويين، مدرج ضمن الدور الآيلة للسقوط، كائن بحي السمارة. وساهمت التساقطات المطرية القوية، خلال الساعات الأخيرة، في انهيار هذا المنزل، المصنف ضمن المنازل الآيلة للسقوط، الذي تسبب انهياره في وفاة سيدة وزوجها يقيمون بفندق بجانب المنزل المنهار، وشخص يعمل في فرن تقليدي متواجد بالطابق الأرضي للبناية المنهارة. وأكدت سيدة من جيران أصحاب المنزل المنهار، بأن أصحاب هذه البناية "أخبرتهم السلطات قبل حوالي أربع سنوات، بأن منزلهم مهدد بالسقوط، لكن أصحاب المنزل استمروا في تواجدهم، بدل الخروج منه، لهدمه، حفاظا على سلامتهم وسلامة الجيران". ورجحت المتحدثة في تصريح لجريدة "العمق"، "أن أصحاب المنزل طلبوا المقابل المالي المخصص لأصحاب المنازل الآيلة للسقوط قبل خروجهم، لكن السلطات أخببرتهم بتسليمها المبلغ بعد رحيلهم عن المنزل، حيث سببتماطل الطرفين في بطء إجراء هدم هذا المنزل الذي تسبب في فاجعة راح ضحيتها أرواح بريئة". وتعرف عدد من المناطق بالدارالبيضاء، على رأسها، مرس السلطان، والمدينة القديمة وحي المحمدي، وجود عدد من المنازل، المصنفة ضمن لائحة المنازل الآيلة للسقوط، حيث وبالرغم من هدم السلطات للعشرات من منها، إلا أن إجراءات هدم البقية، وترحيل سكانها يعرف بطئا، الشيء الذي يهدد سلامة سكان هذه المنازل وجيرانهم وسلامة المارة. وكانت جماعة الدارالبيضاء، قد خصصت خلال دورة فبراير الماضية، ما يناهز 23 مليون درهم لعملية هدم المباني الآيلة للسقوط، التي تتكلف بها شركة "الدارالبيضاء للإسكان والتجهيز". وفي هذا الصدد، قال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس جماعة الدارالبيضاء، كريم الكلايبي، إن "مجلس المدينة، فوض لشركة كازا إسكان، مهمة إعادة إيواء سكان الدور الآيلة للسقوط، وضخ في ميزانيتها مبالغ مالية لإنجاح هذه المهمة، إلا أن مسؤولية هدم هذه المنازل، تبقى من اختصاص مجلس العمالة، والسلطات المحلية". وأكد الكلايبي في تصريح لجريدة "العمق"، أن "كل من ثبت أن بيته مهدد بالسقوط، يتم تسليمه رخصة للخروج من البيت، بينما تقدم له شركة كازا إسكان مبلغا ماليا بقيمة 10 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي يقدم لكل أسرة، بيتها مهدد بالسقوط، حيث يشمل هذا البرنامج جميع المناطق الواقعة بنفوذ تراب جماعة البيضاء". وحول تأخير هدم هذه المنازل المتهالكة المهددة بالسقوط، قال الكلايبي، "إن المشكل، يرجع إلى قاطني هذه المنازل الذين يرفضون الخروج منها، رغم إدراكهم الخطر، وذلك راجع لعدة أسباب"، ذكر منها، "أن بعضهم يتحجج بأنه يرفض الحصول على قرض ربوي لإكمال مبلغ 10 مليون سنتيم الذي تقدمه الجماعة في إطار محاربة الدور الآيلة للسقوط، من أجل شراء منزل جديد، أو أن هؤلاء لا يستطيعون الاستفادة من القرض نظرا لكبر سنهم". وتستمر فواجع انهيارات المنازل الآيلة للسقوط في مآسي وحزن بالدارالبيضاء، حيث حذر فاعلون محليون بالمدينة، سكان أو جيران المنازل المتهالكة، وكذا الراجلين، باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، خاصة خلال تساقط الأمطار، كما يشددوا على السلطات ضرورة وضع حواجز أو علامات تخبر من خلالها الساكنة بخطر المنازل الآيلة للسقوط.