اعتبر وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، اليوم الثلاثاء، أن مدينة فاس تشكل "الفضاء الأمثل" للدفاع عن أهداف تحالف الحضارات. وقال ألباريس، خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات للأمم المتحدة، إن مدينة فاس، حيث تعايشت حضارات عدة بوئام، تشكل الفضاء الأمثل للدفاع عن أهداف التحالف، مثمنا جهود المملكة المغربية في هذا الصدد. واستحضر رئيس الدبلوماسية الإسبانية أهمية حاضرة فاس التي تتجسد في كونها مدينة مغربية وإفريقية، مسجلا أنه من المرتقب أن تضم القارة الإفريقية في أفق 2050 نحو 2,5 مليار نسمة، "ولهذا السبب من المهم للغاية الإنصات لصوت إفريقيا". ودعا إلى بذل مزيد من الجهود لرفع التحديات التي تأسس تحالف الحضارات من أجلها، مشددا على ضرورة تعزيز المقاربة التعددية لحل الأزمات، وعلى مواصلة استخدامها كأفضل أداة لمواجهة التحديات. وتابع "علينا أن نتذكر الشركاء في المجتمع الدولي الذين يحتاجون إلى دعمنا، والذين كانوا يعانون بالفعل من الهشاشة حتى قبل تفاقم الأزمات التي نشهدها؛ الأزمة السياسية وأزمة الأمن الغذائي والأزمة الطاقية"، مضيفا أن "رفاهنا مرتبط أيضا برفاه جيراننا وبرفاه المجتمع الدولي بأسره". ويرى ألباريس أن "التحالف هو آلية مهمة للدبلوماسية الوقائية ولبناء السلام ولحل النزاعات"، ليخلص إلى أن "المشترك بيننا أهم وأكبر بكثير مما يفرقنا، والتنوع رافعة يمكن أن نبني عليها تعاونا أفضل يقوم على التفاهم المتبادل". ويترأس بوريطة، بشكل مشترك مع نائب الأمين العام، الممثل السامي لتحالف الأممالمتحدة للحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، هذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة 1000 مشارك، موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة. وشهدت الجلسة الافتتاحية قراءة الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين، والتي تلاها مستشار الملك أندري أزولاي. وتتوخى هذه التظاهرة العالمية، التي تحضرها ثلة من الشخصيات رفيعة المستوى من بينها وزراء وبرلمانيون ودبلوماسيون وقيادات دينية، تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات ومد الجسور من أجل توحيد الشعوب، بعيدا عن اختلافاتهم الثقافية أو الدينية، وذلك من خلال تطوير سلسلة من الإجراءات الملموسة الهادفة إلى تجنب الصراعات وبناء السلام. * "و م ع"