يتجه مجلس النواب نحو إعادة العمل بمقتضيات نظامه الداخلي المتعلقة بتلاوة أسماء النواب البرلمانيين المتغيبين عن جلسات العامة وكذا اجتماعات اللجان الدائمة، حيث دعا رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، البرلمانيين، إلى الإدلاء ببطاقة الحضور الإلكترونية، كإجراء لضبط الغياب. وكان نواب برلمانيون، قد عبروا، الأسبوع الماضي، خلال لقاء تقديم الميزانية الفرعية لمجلس النواب برسم سنة 2023، عن امتعاضهم من استمرار ظاهرة غياب نواب الأمة عن الجلسات، رغم أن افتتاح الولاية التشريعية الجديدة برئاسة الملك محمد السادس قد عرف حضور جميع النواب، وهو ما يعني رفع الإجراءات الصحية المعمول بها قبلا. وشدد هؤلاء النواب على ضرورة العودة للنظام المعمول به قبل انشار جائحة كورونا، حيث يتم حينها تلاوة أسماء النواب البرلمانيين عن بداية كل جلسة تشريعية، والعمل كذلك على الاقتطاع من التعويضات الممنوحة لهؤلاء، باعتبار أن ما يتقضاه البرلماني ليس أجراء وإنما تعويضا عن مهمة. وفي هذا السياق، انتقد النائب البرلماني عن حزب الاستقلال نور الدين مضيان، استمرار ظاهرة غياب النواب البرلمانيين عن الجلسات العامة بمجلس النواب وكذا باللجان المخصصة لمناقشة القوانين، قائلا إنه ينبغي أن يكون الحضور إلى البرلمان من طرف النواب "شيء مقدس". واعتبر مضيان، الذي كان يتحدث الأسبوع الماضي، أثناء مناقشة مشروع ميزانية مجلس النواب برسم السنة المالية 2023، أنه لا يعقل أن يتم صرف تعويض قدره 1300 درهم يوميا، وهو ما يعادل أجرة نصف شهر بالنسبة لعامل، دون أن يحضر إلى أشغال مجلس النواب. وأكد القيادي في حزب الاستقلال أن ما يتقاضاه النائب البرلماني تعويض عن مهمة وليس أجرة شهرية، وبالتالي فإنه لا يعقل أن يتم صرف تعويض عن مهم لم يقم بها النائب، مبرزا أن دور البرلماني هو التشريع والمراقبة. وأوضح المصدر ذاته أن بعض النواب يعللون غيابهم بوجودهم في مهام تواصلية مع المواطنين، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون سببا للغياب، بشكل أساسي، عن الجلسات العامة، مشددا على أنه يؤمن بأن حضور الجلسات ينبغي أن يكون شيئا مقدسا.