فرط الزيادة في وزن الجسم يعد مشكلة صحية كما هو الشأن بالنسبة لفرط نقص الوزن، لكن المفارقة، حسب منظمة الصحة العالمية، أن فرط الوزن والسمنة يؤديان إلى عدد أكبر من الوفيات في العالم مقارنة بنقص الوزن. كما أنه على صعيد العالم، يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن على عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن، وينطبق ذلك على جميع الأقاليم باستثناء أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا. وحسب نفس المنظمة يعاني قرابة مليارين من البشر من السمنة في سنة 2016، وتضاعف عدد الذين يعانون من السمنة ثلاث مرات بين سنتي 1975 و2016. ورغم أنها ليست معدية، يتم الحديث عن وباء السمنة اعتبارا لانتشارها المتزايد في كل المجتمعات. لكن ما يدعو للتفاؤل، حسب "مايو كلينيك"، أن حتى إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها. وفي هذا الصدد تأتي أهمية ما كشفت عنه دراسة جديدة حول أهمية "السيليكا المسامية"، تصنع من الرمل، حيث يمكنها أن تمنع امتصاص الدهون والكربوهيدرات في الجسم بشكل فعال، لتصبح من العلاجات الآمنة لمرض السمنة. فكيف يمكن للرمال أن تكون مصدرا لمحاربة وباء السمنة؟ جزيئات السيليكا المسامية علاج آمن أظهرت دراسة جديدة من جامعة جنوبأستراليا أن "السيليكا المسامية" يمكنها أن تمنع امتصاص الدهون والكربوهيدرات في الجسم. ونشرت الدراسة في مجلة "المستحضرات الصيدلانية " (Pharmaceutics)، وكتب عنها موقع يوريك ألرت الاثنين (24 أكتوبر الجاري)، وأجريت في المختبر، ولم يتم اختبارها بعد على الحيوانات، كما لم تختبر على البشر. وقام الباحثون باستخدام جزيئات سيليكا مصممة هندسيا ومصنوعة من الرمال النقية، مع مساحة سطح عالية تمكنها من امتصاص كميات كبيرة من الإنزيمات الهاضمة والدهون والسكريات داخل الجهاز الهضمي. وتعد هذه الدراسة الأولى للتحقق من قدرة جزيئات السيليكا المسامية على إعاقة عمليات الهضم وإيقاف امتصاص الدهون والسكر. ويقول الباحث الرئيسي الدكتور بول جويس من جامعة جنوبأستراليا إن هذا الاكتشاف المذهل يمكن أن يغير صحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة. ويضيف أن "السمنة مشكلة عالمية تؤثر على أكثر من 1.9 مليار شخص حول العالم"، و"رغم ذلك، هناك نقص حاليا في العلاجات الفعالة الخالية من الآثار الضارة، مثل الإسهال والانتفاخ وآلام البطن، التي غالبا تمنع الأشخاص من بدء العلاج". ويشرح بأن "السيليكا المسامية حظيت باهتمام متزايد بسبب قدرتها على مكافحة السمنة، إذ أظهرت التجارب البشرية أنها علاج آمن. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يعمل بها بالضبط استعصت على الباحثين، حتى الآن". الحد من هضم وامتصاص الدهون والكربوهيدرات وأضاف أن "بحثنا يوضح كيف تعزز السيليكا المسامية تأثيرا مضادا للسمنة من خلال العمل موضعيا في الأمعاء للحد من هضم وامتصاص الدهون والكربوهيدرات". وفحصت الدراسة في المختبر عينات متعددة من السيليكا في ظل ظروف محاكاة تحاكي بيئة الجهاز الهضمي أثناء هضم وجبة غنية بالدهون وعالية الكربوهيدرات. ووجد أن جزيئات السيليكا المسامية -التي يتراوح عرض مسامها بين 6 و10 نانومترات- مثالية لإثارة استجابة مثبطة لكل من الدهون والسكريات. وتتمثل الخطوات التالية في التحقق من صحة هذه النتائج بنماذج حيوانية للسمنة، حتى يتمكن العلماء من تحديد أي اختلافات للظروف المثلى لمكافحة السمنة. ما السمنة؟ يعرّف فرط الوزن والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ويعد معامل كتلة الجسم مؤشّرا بسيطا للوزن مقابل الطول يستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين. ويعرّف معامل كتلة الجسم بأنه وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوما على مربّع الطول بالمتر (كغ/متر تربيع). وتعرف السمنة بأنها عندما يكون معامل كتلة الجسم 30 أو أكثر. ما فرط الوزن؟ يعرف فرط الوزن بأنه عندما يكون معامل كتلة الجسم 25 أو أكثر. مضاعفات فرط الوزن والسمنة تقول منظمة الصحة إن زيادة معامل كتلة الجسم تعد عاملا رئيسيا من عوامل خطر الأمراض غير السارية، مثل: * أمراض القلب والأوعية الدموية -لا سيما أمراض القلب والسكتات الدماغية- التي كانت السبب الرئيسي للوفاة عام 2012. * داء السكري. * الاضطرابات العضلية الهيكلية، لا سيما الفصال العظمي، وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويتسبب في قدر كبير من الإعاقة. * بعض أنواع السرطان، مثل السرطانات التي تصيب الغشاء المبطن للرحم والثدي والمبيض والبروستاتا والمرارة والكلى والقولون. وتزيد مخاطر الإصابة بهذه الأمراض غير السارية مع زيادة معامل كتلة الجسم. وتضيف المنظمة أن سمنة الأطفال ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة والوفاة المبكرة والعجز عندما يصبح الشخص بالغا. وفضلا عن زيادة المخاطر المستقبلية، يعاني الأطفال السمان من صعوبات في التنفس، وزيادة مخاطر الإصابة بالكسور وفرط ضغط الدم، وهي من العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية ومقاومة الأنسولين والآثار النفسية.