كلنا نعلم بأن لبلادنا تاريخًا إمبراطوريا عظيما ، امتد لفترات من المحيط الأطلسي غربًا لحدود إقليم برقة شرقًا ، وفي أحيان أخرى من مصب نهر السنغال جنوبًا لتخوم برشلونة شمالًا، هذا الإمتداد الجغرافي الذي تمدد و تقلص لفترات معينة لدواعي لا يسع المجال لذكرها، جعل من المغرب خلال الفترة الوسيطية و بدايات الفترة الحديثة مملكة عظمى و مخاطبًا و خصمًا رئيسيًا لممالك أروبا. و بما أن الحاضر وليد للماضي و أن التاريخ لا يؤمن بمنطق القطائع، فكل محاولة مغربية لإحياء ماضيه الإمبراطوري – ليس ترابيًا و انما اعتباريًا – نجد له صدى لدى بعض الدوائر الأروبية المفعمة بالماضي الإستعماري و التي ترى في كل نهضة مغربية تهديداََ مباشرًا لها و لمصالحها، فهي لا تحب أن ترى المغرب إلا عليلًا مريضًا مقسمًا . و الحالة هاته، فلا عجب ان تسعى بعض القوى الاروبية إلى فرملة و كبح النهضة المغربية ، أكان ذلك في الماضي مع محاولة الحسن الأول الإصلاحية عبر تسخير المحميين القنصليين ، أو حاليًا و ما نراه بأم أعيننا عبر " المحميين الحقوقيين" كنوع متحور و امتداد موضوعي لأسلافهم القنصليين، ممن استطابوا "طبطبة "تلك القوى على أكتافهم و ربما أرصدتهم البنكية أيضًا . غير ان التاريخ علمنا بأن مجرى الأحداث يجرف معه كل المساحيق و معها الشعارات و يجعل الحقيقة بارزة مثل الشمس في كبد السماء ، فكم من محمي قنصلي كان في زمانه رمزًا و نبراساً ، و نراه نحن اليوم مجرد بيدق في طابور خامس/ج مهد للأجنبي سُبل احتلال بلاده و تقسيمها. و الله المستعان.