قال رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، إن أسباب توتر العلاقات الثنائية بين الرباطوتونس لا تزال قائمة، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب الرئيس التونسي قيس سعيد من أجل مواقف واضحة وإجراءات ملموسة التي بدونها لن يتحرك شيء. وأوضح بنحمو في حوار مع صحيفة "جون أفريك" أن المغرب يملك ما يكفي من الوسائل للدفاع عن وجهة نظره في تونس، إلا انه لا يمكن لدولة أن تمارس ضغوطا على دولة اخرى خصوصا إذا كان لهما توجهان مختلفان، وهو ما يحدث في حالة المغرب وتونس، حيث المغرب يحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع دولة ترتبط بالجزائر التي تشاركها بعض التوجهات. وقال إن قرار المغرب الجديد القاضي بتحديد العلاقات مع الدول بناء على موقفها من الصحراء مكن المغرب من إعطاء دينامية جديدة للموضوع، مؤكدا أن موقف المغرب ليس استعراضا للقوة بل يتعلق بتوضيح مواقف بعض الشركاء التي ظلت غامضة. وأشار المحلل السياسي إلى أن المسألة واضحة، بحيث يجب ألا تكون علاقة المغرب بشركائه أحادية الاتجاه، بل يجب أن تأخذ الأطراف الأخرى مصالح المغرب بعين الاعتبار، مضيفا ان هذا النهج سيؤدي إلى نجاح دبلوماسي أكبر. وفي ال26 من غشت الماضي، قرر المغرب استدعاء سفيره بتونس، إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بتونس بمناسبة انعقاد قمة "التيكاد" الثامنة. واعتبر المغرب، في بلاغ لوزارة الخارجية، أن ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية، عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية. وأضاف أن تونس قررت، خلافا لنصيحة اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، دعوة الكيان الانفصالي من جانب واحد. وفي مواجهة هذا الموقف العدائي والمنحاز للعلاقات الأخوية التي حافظ عليها البلدان على الدوام، يضيف البلاغ، قررت المملكة المغربية عدم المشاركة في قمة التيكاد الثامنة المنعقدة في تونس يومي 27 و 28 غشت، واستدعاء السفير المغربي تونس للتشاور على الفور. ونبه المصدر ذاته إلى أن هذا القرار لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربي والتونسي؛ اللذين يربطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك. وجاء في البلاغ، "بعد أن تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية في الآونة الأخيرة، تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا؛ فإن موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد عداءه الصارخ". من جانبها، ردت تونس على القرار المغربي، حيث استدعت سفيرها بالرباط للتشاور، ردا على بلاغ الخارجية المغربية الذي اتهم تونس باتخاذ موقف عدائي ضد المغرب وأعلن استدعاء السفير المغربي، بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم البوليساريو. توأعربت تونس عن استغرابها الشديد ممّا ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية ومغالطات بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا التي تحتضنها بلادنا يومي 27و28 اوت 2022. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في بلاغ، إن تونس "حافظت تونس على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميا يرتضيه الجميع". وأضاف المصدر ذاته أن "تونس بقرارات الأممالمتحدة، فإنّها مُلتزمة أيضا بقرارات الاتحاد الإفريقي". واعتبرت الخارجية التونسية أنه "لا وجود لأي تبرير منطقي للبيان المغربي، لا سيما وأنّ تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات". وعبرت تونس عن رفضها "رفضا قاطعا ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهم بلادنا باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية"، كما أكدت على "رفضها التدخل في شؤونها الداخلية وعلى سيادة قرارها الوطني".