حذرت دول عربية رئيس الوزراء البريطانية، ليز تراس، من نقل سفارة بريطانيا في إسرائيل إلى القدس. وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن عددا من الدول العربية بما فيها البحرين والإمارات العربية المتحدة التي تجمعها بإسرائيل إتفاقات أبراهام بعثت رسالة رسمية إلى ليز تراس تدعوها فيها إلى عدم المضي في نقل سفارة بلدها إلى القدس. الغارديان نقلت تحذيرات السفراء العرب في لندن التي قالوا فيها "إن الخطة قد تعرض المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والتي من المقرر أن تكتمل هذا العام، للخطر". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، قد التقى برئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، الأربعاء الماضي، حيث ورد أن تراس أبلغت لبيد أنها تفكر في نقل سفارة بلادها في إسرائيل إلى القدس. كما تعهدت تراس بأنها ستقوم بهذه الخطوة في رسالة إلى أصدقاء إسرائيل المحافظين خلال السباق لتصبح رئيسة الوزراء البريطانية القادمة. في ذلك الوقت، قالت تراس إنها تفهم "الأهمية والحساسية" بشأن الموقع. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "القدس العربي" إلى اتساع دائرة المعارضة لعزم رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إجراء مراجعة لنقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس. وأشارت الصحيفة إلى مقال نشر بصحيفة الغادريان كشف فيه كاتبه ها هيلير عن رسالة اعتراض وجهتها ناز شاه، النائبة من حزب العمال عن دائرة برادفورد ويست، إلى رئيسة الوزراء ليز تراس حول المراجعة المزمعة لنقل سفارة المملكة المتحدة إلى القدس. وأظهرت الرسالة "الحاجة إلى عدم اتخاذ خطوة قد تكون محفزا لأحداث كارثية لا يمكن السيطرة عليها". ويتحدث الكاتب عن خطورة تلك الخطوة على مستوى الأمن القومي إذا أرادت بريطانيا أن تتجنب المزيد من الإضرار بسمعتها على المسرح العالمي. ويقول "إن هذه القضية تتجاوز حزب العمال أو المحافظين لأنها قضية مصلحة وطنية لبريطانيا، وعلى البرلمان أن يتدخل لمنع الحكومة عن خطوتها تلك، لأنها تقفز فوق سياسية اتبعتها بريطانيا على مدى 55 عاما" . ويقول الكاتب إنه عندما قام الإسرائيليون بغزو واحتلال القدس الشرقية في عام 1967 إلى جانب احتلال الضفة الغربية وغزة وسيناء، تمت إدانة ذلك الاحتلال عالميا باعتباره عملا غير قانوني ولا يمكن إضفاء الشرعية عليه بموجب القانون الدولي. ويضيف أنه لهذا السبب تم رفض ضم القدس الشرقية إلى القدس الكبرى من جانب جميع المؤسسات الدولية ومن حلفاء إسرائيل على المستوى الدولي. ويتابع الكاتب أنه عندما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لاقى هذا الإجراء إدانة شديدة من المجتمع الدولي بما في ذلك بريطانيا، ولم يكن موقف المملكة المتحدة في ذلك الوقت ناتجا عن دوافع إنسانية بل جاء انعكاسا لمصالحها الوطنية، ولذا عليها الحفاظ على هذا الموقف.