في مبادرة خارج الأعراف والقيم المشتركة التي تطبع علاقات المغرب بتونس، فوجئنا بالرئيس التونسي يخطو خطوة انفرادية خارج المتعارف عليه في ما تراكم ديبلوماسيا على مستوى العلاقات الثنائية ، حيث بادر في قرار مستهجن وغير مسبوق تونسيا، لتخصيص استقبال رسمي في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) ، لممثل الكيان الإنفصالي الوهمي وهو السلوك الارعن الذي يخرق كل القواعد الجاري بها العمل. وبِهِ فلا بد أن نستهجن هذه الخطوة الضارة بالمصالح الحيوية المشتركة بين البلدين، ونؤكد على رفضنا المطلق للمساس بقضايانا الوطنية وبوحدتنا الترابية، ونعتبر الخطوة استعداء غير مبرر على الشعب المغربي وتاريخ علاقته بالشعب التونسي، حيث ظل المغرب جارا وفيا لتونس ومناصرا لقضاياها الحيوية، وللشعب التونسي وقواه الحية والديموقراطية، التي ما فتئت تقاوم تكريس نزوع الفرقة والتجزييء بين بلدان المغرب العربي وشعوب المنطقة، نقول إن ما قام به الرئيس التونسي هو قفزة مجانية خارج تاريخ العلاقات المغربية والتونسية وخدمة ماجورة لاعداء المغرب وخصوم وحدته الترابية ، كما نعتبر هذه الخطوة المدانة عاملا جديدا للتعبئة الشاملة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس دفاعا عن وحدة أراضي المملكة المغربية وصيانة لمصالحها العليا ضدا على الاستفزازات والتحرشات والمؤمرات التي ما فتئ خصوم المغرب نهجها وتسخير دولا وماجورين للقيام بها ، كما ندعو الى ضرورة تمنيع الجبهة الداخلية وصياغة موقف جماعي لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي تحاول تعطيل المسيرة التنموية والديموقراطية للمغرب ، فما أقدم عليه الرئيس التونسي قيس سعيد من استقبال لكيان وهمي هو تهور ديبلوماسي وانتحار سياسي اتجاه المملكة المغربية، بل وهو مخالف ومناقض لموقف اليابان نفسها الراعية للمؤتمر، فاستقبال رئيس منظمة ارهابية انفصالية (البوليزاريو) ، يجعل من دولة تونس كيانا مارقا وخارج منظومة المواثيق والقوانين الدولية والجهوية ، وخرق سافر للبروتوكول الدبلوماسي الدولي المخصص لرؤساء الدول. واذ كنا ندين هذه النزقية السياسية والديبلوماسية الماجورة فإننا نؤمن بقوة بلدنا المغرب وبانتصاراته الديبلوماسية التي عززت موقفا دوليا من قضية وحدتنا الترابية وبالتالي هذه الخطوة هي حرث في مستنقع التواطؤ ، لن يؤثر على مصداقية مقاربة ومبادرة المغرب وموقفه المرتبط بالصحراء المغربية المبني على عقود من حقائق التاريخ و الجغرافيا وعموما فان ما قام به الرئيس التونسي المنقلب على الديموقراطية ببلده والذي سيج مقر البرلمان بالدبابات يعتبر خروجا على التاريخ المشترك للبلدين ومبادرة عدائية لا مبرر لها ستعصف بالعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وخدمة مجانية لاعداء وخصوم المغرب ستسهم في تدمير قرون من حسن الجوار والشراكة المغاربية ، وتنهي حلم اقامة الكيان المغاربي الوحدوي. ، والمغاربة ملكا وشعبا ومؤسسات سيستمرون في المسار الذي حسم من خلاله صاحب الجلالة ، كيفية التعاطي مع النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية ووحدتنا الترابية ولن يثنيه احد على مواصلة الانتصارات الاممية في هذا الاتجاه ..