فشلت أسعار الذهب هذا العام (2022) في التألق كما ينبغي للأصول الآمنة، حيث انخفض السعر الفوري للذهب مرة واحدة إلى 1680 دولار للأونصة في يوم 21 يوليو، مسجلاً أدنى مستوى جديد منذ أبريل 2021، على الرغم من أنه عاد بعد ذلك إلى مستوى 1700 دولار، ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين أنه في ظل توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بنشاط، فإن الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب ليس بالأمر السهل. أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 15% من أعلى مستوياتها هذا العام شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في شهر فبراير بسبب الحرب المفاجئة بين روسيا وأوكرانيا إلي مستوى 2070 دولار للأونصة، لكنه سرعان ما عاد إلى المنطقة الهابطة بسبب التشديد المتسارع للسياسة النقدية الأمريكية والارتفاع في مؤشر الدولار الأمريكي، لتتراجع الأسعار إلى ما دون 1800 دولار و 1700 دولار على التوالي في شهر يوليو. اعتبارًا من 21 يوليو انخفض سعر الذهب مباشر إلى أدنى مستوى عند 1680.25 دولار مسجلاً مستوى منخفض جديد منذ أبريل 2021، ومع ذلك، وبسبب إعلان البنك المركزي الأوروبي (ECB) بشكل غير متوقع عن رفع سعر الفائدة للمرة الأولي منذ 11 عامًا، وتصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاغارد" إنه من المناسب الاستمرار في تطبيع السياسة النقدية في الاجتماع المقبل، الأمر الذي جعل اليورو يرتفع ويضعف الدولار، مما دفع أسعار الذهب إلى الانتعاش من أدنى مستوياته في 15 شهر ليرتفع فوق مستوى 1700 دولار. في يوليو وحده انخفض السعر الفوري التراكمي للذهب بنحو 100 دولار أمريكي، وبعد أن انتعش سعر الذهب التراكمي من مارس من هذا العام، انخفض بأكثر من 15%. دورة رفع أسعار الفائدة لا تساعد أسعار الذهب بشكل عام، يلعب الذهب دور الملاذ الآمن التقليدي فهو السلعة المكافحة للتضخم، لكن سعر الذهب يتأثر بشكل أساسي بأسعار الفائدة الحقيقية، أشار الخبراء إلى أنه في السنوات الأخيرة وظهور كوفيد 19 الجديد وبداية الحرب الروسية الأوكرانية كان سعر الذهب يعكس النفور من المخاطرة حيث شهدت أسعاره ارتفاعًا، ومع ذلك، انخفضت هذه الموجة من أسعار الذهب بشكل أساسي بسبب ارتفاع التضخم ورغبة البنك الاحتياطي الفيدرالي في كبح التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة، مما أثر على اتجاهه. بناءً على البيانات السابقة فإن الذهب عادة ما يكون ضعيفًا في مرحلة رفع أسعار الفائدة ورفع أسعار الفائدة الحقيقية، من المتوقع أن يؤدي الطلب على التحوط إلى رفع سعر المعدن الأصفر، لذلك من المتوقع أنه إذا كانت دورة رفع أسعار الفائدة لا تزال جارية فسيكون ذلك ضارًا بأداء سعر الذهب. البنوك الأجنبية تري أنه من السابق لأوانه توقع صعود الذهب بالنظر إلى توقعات سعر الذهب في النصف الثاني من العام، يعتقد البعض أن سعر الذهب لديه فرصة للانخفاض في النصف الثاني من العام والبدء في التعافي في النصف الأول من عام 2023، يعتقد بعض المحللين أن الانخفاض الأخير في الأسعار يرجع أساسًا إلى ارتفاع أسعار الفائدة وتأثره القوي بالدولار الأمريكي، إذا كانت هناك دلائل على اقتراب دورة رفع سعر الفائدة من نهايتها، فإن أسعار المعدن الثمين سيشهد فرصة لشن هجوم مضاد. في الأشهر الثلاثة الماضية انخفض سعر الذهب بنحو 300 دولار للأونصة، على الرغم من أنه يتماشى مع التوقعات بانخفاض سعر الذهب هذا العام، إلا أن الانخفاض أسرع من المتوقع، لهذا في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة سيؤدي الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة الحقيقية للولايات المتحدة وتقوية الدولار الأمريكي وهبوط التضخم إلى انخفاض أسعار الذهب، ولكن بعد ذلك سيتعافي ويرتد بقوة. لذلك، يقدر البعض أن القيمة المتوقعة لسعر الذهب في نهاية سبتمبر وديسمبر من هذا العام قد انخفضت إلى 1600 دولار أمريكي للأونصة، ومن المتوقع أن يبدأ في الانتعاش في النصف الأول من عام 2023، وبالتالي فإن السعر المستهدف للذهب في نهاية يونيو 2023 سيكون 1650 دولار للأونصة، ونظرًا لمستوى السعر الحالي والظروف الاقتصادية الكلية، لا يزال من السابق لأوانه أن نتوقع صعود الذهب في هذه المرحلة، ومن المتوقع أن يكون عام 2023 وقتًا أفضل للاستثمار في الذهب.