انخفضت أسعار النفط والذهب خلال التعاملات الصباحية، الجمعة، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى منذ تموز/يوليو 2020. انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة تحت ضغط قوة الدولار، لكنها تتجه نحو تسجيل أكبر قفزة أسبوعية في ستة أشهر، مع مخاوف حيال ارتفاع أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة أدت إلى إقبال على المعدن الأصفر كتحوط في وجه التضخم. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 1856.20 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:19 بتوقيت غرينتش، بعدما قفز إلى ذروة خمسة أشهر يوم الأربعاء. وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 1857.90 دولارا. وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى منذ تموز/يوليو 2020، مما ضغط على الذهب عبر زيادة تكلفته للمشترين من حائزي العملات الأخرى. ولكن المعدن الأصفر ما زال في طريقه لتسجيل أكبر مكسب أسبوعي منذ السابع من أيار/مايو، بعدما سجلت أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي أعلى قفزة في عام واحد خلال 30 عاما. وقال ستيفن إينس الشريك الإداري في إس.بي.آي أسيت ماندجمنت: "التضخم مدفوع بمشاكل سلاسل التوريد وحتى تفتح هذه السلاسل، سيكون هناك ضغط مستمر للأسعار وينبغي أن يدعم ذلك الذهب". ودفع الارتفاع الحاد في التضخم المستثمرين لزيادة الرهانات، على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعا. وسيؤدي رفع أسعار الفائدة على الأرجح إلى خفض جاذبية الذهب؛ إذ إن ارتفاع الفائدة يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحائزي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 25.10 دولارا للأوقية، لكنها في طريقها لتسجيل أفضل أسبوع في ثلاثة أسابيع. وهبط البلاتين 0.4 بالمئة إلى 1081.90 دولارا للأوقية، ولكنه في طريقه لتحقيق أكبر زيادة أسبوعية خلال شهر. وتراجع البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 2048.91 دولارا للأوقية. وفي أسواق النفط، تراجعت أسعار الخام الجمعة ومحت مكاسب حققتها في الجلسة السابقة، مع مواصلة الدولار ارتفاعه بفضل رهانات على أن البنك المركزي الأمريكي سيقدم خططا لرفع أسعار الفائدة من أجل كبح التضخم. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا، بما يعادل 0.3 بالمئة، إلى 81.33 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01:28 بتوقيت غرينتش، بعد مكاسب 25 سنتا أمس الخميس. ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتا، أو 0.3 بالمئة، إلى 82.62 دولارا للبرميل، لتمحو بذلك كمكاسب أمس. وتتجه عقود الخامين نحو إنهاء الأسبوع دون تغير تقريبا، بعد تحركات حادة صعودا وهبوطا مدفوعة بارتفاع الدولار، وتكهنات بشأن ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستفرج عن نفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لتهدئة الأسعار. وهناك مؤشرات إيجابية فيما يتعلق بالطلب مع تسارع انتعاش السفر جوا، لكن تشديد السياسة النقدية والمالية والشتاء القادم في نصف الكرة الشمالي، ستكون عوامل مثبطة. خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس الخميس توقعها للطلب على النفط في الربع الرابع 330 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي؛ إذ يكبح ارتفاع أسعار الطاقة التعافي من جائحة كوفيد-19. وقال بادين مور المحلل لدى بنك أستراليا الوطني؛ إنه يتوقع استمرار الشح في سوق النفط إلى الربع الثالث من 2022 مع استمرار تعافي الطلب. وأضاف: "أوبك+ شديدة الدهاء في إدارتها للإمدادات العالمية مع تعافي الطلب من الجائحة". واتفقت أوبك+، التي تضم أوبك وروسيا وحلفاء، الأسبوع الماضي، على التمسك بخطط إضافة 400 ألف برميل يوميا إلى السوق شهريا.