ردود فعل متباينة سجلتها التحولات العميقة التي عرفتها الأسواق مؤخرا، ففيما رحب البعض بانهيار أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية، رأى البعض الآخر في ذلك توجها نحو الركود. ومع صعوبة ضبط التحولات المتسارعة في الأسواق يمكن مقاربة الوضعية من خلال حلة السوق ليوم الثلاثاء الماضي، والوقوف عند التوقعات المستقبلية لأهم الفاعلين. صورة قاتمة تهيمن على الأسواق حسب (Investing) الاقتصادية، اكتملت الصورة القاتمة التي تسيطر على أداء الأسواق الثلاثاء، لتلحق المؤشرات الأمريكية والأوروبية بموجة التراجعات العنيفة التي ضربت الذهب بعدما تخلى عن مستويات ال1800 دولارللأوقية، والنفط الذي نزل دون مستويات ال100 دولار للبرميل، بينما تخلت العملات الرقمية عن مكاسبها الصباحية بعد تراجع بيتكوين قرب مستويات ال 19 مرة أخرى خلال ذلك اليوم. + وول ستريت وخسر موشر داو جونز الصناعي بعد دقائق قليلة من بدء التداولات الثلاثاء ما يقرب من 700 نقطة نزولا إلى مستويات 30.4 ألف نقطة بتراجع 2.2%. بينما تراجع مؤشر ستاندر اند بورز 500 الأوسع نطاقا بنسبة 2% ما يعادل 80 نقطة، بينما انخفض مؤشر أسهم التكنولوجيا ناسداك بنسبة 1% أو ما يعادل 110 نقطة. + أوروبا وفي أوروبا تقترب مؤشرات القارة العجوز من نهاية حزينة، حيث انخفض {{27 | مؤشر فوتسي (LON:LSEG) 100}} البريطاني 2.9% ما يعادل 205 نقطة، بينما تراجع مؤشر داكس الألماني في حدود 2.7% ما يعادل 350 نقطة. وهبط مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.7% أو ما يعادل 160 نقطة، وتراجع مؤشر يورو ستوكس 600 في حدود 2% ونزل مؤشر ايبكس 35 بأكثر من 2.3% أو ما يعادل 190 نقطة. + الذهب دون ال1800 وفي المقابل فقد الملاذ الآمن مكاسبه الصباحية ذلك اليوم تزامنا مع فورة الدولار الذي تجاوز أعلى مستوياته خلال 20 عام، بينما فقد الذهب ما يقرب من 35 دولار نزولا إلى مستويات قرب ال 1.765 ألف دولار للأوقية. + النفط دون ال100 وانقلبت أسعار النفط هى الأخرى في ظل مخاوف تأثر الطلب تزامنا مع ارتفاع الدولار، لتهبط أسعار العقود الآجلة دون مستويات ال 100 دولار. ونزل خام نايمكس الأمريكي الخفيف في حدود 8% إلى مستويات قرب ال 100 دولار للبريمل بخسائر بلغت 8 دولارات في البرميل، بينما سجلت العقود الاجلة تسليم سبتمبر مستويات 97.6 دولار للبرميل. وانخفض خام برنت القياسي في حدود 8% نزولا إلى مستويات 104 دولار للبرميل بخسائر بلغت حوالي 9 دولارات في البرميل، بينما سجلت العقود الآجلة تسليم نوفمبر مستويات 97.87 دولار للبرميل. وأوردت مصادر إعلامية تصريحات للمحلل في سويسكوت، ايبيك أوزكارديسكايا، لوكالة فرانس برس قال فيها إن "مخاوف الركود تقلل من توقعات الطلب على النفط وتدفع الأسعار للانخفاض". وفي حال حدوث ركود، يشير محللو سيتي، حسب نفس المصادر، إلى أن أسعار النفط ستنخفض إلى 65 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام، ثم إلى 45 دولارًا في غياب تدخل من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك +). + سقوط العملات الرقمية وبعد ارتفاعات قوية في التعاملات المبكرة تكسرت موجة صعود العملات الرقمية بعد تنازل بتكوين عن مستويات ال 20 ألف دولار مرة أخرة بينما هوت القيمة السوقية للعملات في حدود 70 مليار دولار إلى مستويات قرب ال 870 مليار دولار. وانخفضت بيتكوين إلى مستويات 19.2 ألف دولار، بينما تراجعت الإيثريوم إلى مستويات دون ال 1.1 ألف دولار ونزلت العملتين في حدود 3%، بينما تراجعت الريبل 2%. وتراجعت بينانس كوين في حدود 1% بينما انخفضت كاردانو 4% وتراجعت سولانا 2%وهبطت دوج كوين 3% وبولكا دوت 6% وشيبا اينو 4%. + الدولار صوب 107 وفي المقابل من التراجعات الدراماتيكي لكافة الأصول انطلق مؤشر الدولار بالسرعة القصوى صوب مستويات جديدة مقتربا من حاجز ال 107 مقابل سلة من العملات الرئيسية. وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي بأكثر من 1.6% وصولا إلى مستويات قرب ال 106.8 نقطة، بينما تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى على الإطلاق فيما انخفض اليورو إلى أدنى مستوى خلال 20 عام. وومنذ أيام قال ستاندرد تشارترد إن الدولار الأمريكي يمتلك مساحة إضافية للصعود 5% أو أكثر، في حال تشدد الظروف المالية بشكل كافٍ مع استمرار رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة. كيف يبدو المستقبل؟ حسب (Investing) الاقتصادية يمكن النظر إلى المستقبل من خلال المعطيات التالية: – اتجهت توقعات كافة المؤسسات العالمية خلال الأسابيع القليلة الماضي إلى أن الاقتصاد الأمريكي على وشك الدخول في موجة من الركود التضخمي وربما تلحق اقتصادات كبرى بهذا الركود، بينما لم تأتي التوقعات بشأن الأسهم إيجابية في ظل اتجاه البنوك المركزية إلى رفع معدلات الفائدة لمواجهة التضخم. – حذر الخبير الاقتصادي نورييل روبيني من أن الولاياتالمتحدة تتجه نحو أزمة ديون مصحوبة بركود تضخمي، وقد تنهار السوق بنسبة 50٪. – قالت محللة جولدمان ساكس (NYSE:GS) جوربريت جيل إن الولاياتالمتحدة قد تشهد ركوداً تقنياً وهو ما يُعرف بفصلين متتاليين من انكماش الناتج المحلي الإجمالي، مع استمرار تشديد السياسة النقدية. – قال نومورا إن بعض الاقتصادات الكبرى ستدخل في حالة ركود خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، بفعل تشديد السياسة النقدية وارتفاع أسعار السلع الأساسية. – قال بنك الاستثمار إن اقتصادات الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وكندا سوف تشهد انكماشًا. – في مذكرة حديثة حذر بنك سيتي جروب (NYSE:C) المصرفية الأمريكية، من احتمال انهيار أسعار النفط العالمية وتراجعها إلى 65 دولارا للبرميل بنهاية العام الحالي، ثم إلى 45 دولارا للبرميل في العام المقبل، إذا انهار الطلب على الطاقة بسبب الركود الاقتصادي. – توقع محللو سيتي جروب احتمالية تبلغ 50% لحدوث ركود اقتصادي عالمي في العام المقبل، مع تسارع التضخم وضعف النشاط الاقتصادي، وزيادة معدلات الفائدة. – قال محللو البنك الأمريكي إنه تم خفض مستهدف مؤشر إس آند بي 500 إلى 4200 نقطة، ما يمثل هبوطاً بنحو 500 نقطة عن التقديرات السابقة، حيث تأثرت الأسهم بالفائدة الحقيقية على التي أثرت على التقييمات النصف الأول من العام الجاري. – قال محللو بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) إلا أنه حتى في حالة الركود في عام 2023، فإن البنك يرى أن متوسط سعر الخام يزيد عن 75 دولارًا للبرميل، وحذر البنك من أن العقوبات الأوروبية قد تدفع أسعار النفط إلى 150 دولارًا. – قالت ستاندرد أند بورز أن مخاطر ركود الاقتصاد الأمريكي ارتفعت إلى 40%، ما يعكس احتمالات استمرار تسارع التضخم مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي لمعدل الفائدة بشكل أكثر عدوانية في العام المقبل.