على عكس ما قد يوحي به اسمها، فنعت بعض النجوم بكونها نابضة لا يعني أنها حديثة الولادة، أو أن وضعها الصحي بخير، وبالعكس فالنجوم النابضة هي نجوم في طريقها إلى الموت، إنها في الواقع لم تعد حتى نجوما بالمعنى الفلكي للنجوم. وتعرف "ناسا بالعربي" النجوم النابضة بأنها نجوم نيوترونية ممغنطة دوارة neutron stars، (تدور حول نفسها بسرعة) تحول نبضات الإشعاع العادية إلى شعاعين متناظرين وتطلقهما عبر الكون. في حال كان الشعاعان مصطفين مع الأرض، فسيكونان بمثابة منارة تومض وتنطفئ أثناء الدوران. لقد كانت النجوم النابضة سابقاً نجوما هائلة انفجرت كمستعر أعظم -أو كما تعرف باسم سوبرنوفا- supernova قوي في المراحل الأخيرة لنهاية حياته، قبل أن تصبح جثثاً نجمية صغيرة وكثيفة جداً. فالنجم النابض هو بقايا نجم يحتضر وتؤدي حقوله المغناطيسية الهائلة إلى إطلاق رشقات راديوية [لا سلكية] منتظمة تعتبر بين الإشارات الأكثر برقة في السماء. وحسب "ناسا بالعربي" تم اكتشاف أزيد من 2000 نجم نابض. لكن لماذا تأخر ظهور نجم نابض، حيث لم يرصد طيلة 20 سنة من البحث عن النجوم النابضة في الكون؟ تفسيرين محتملين لتأخر ظهور (VT 1137-0337) لم يظهر النجم النابض VT 1137-0337 في مسوحات التلسكوب الراديوي [يكشف عن موجات لا سلكية في السماء] التي أجري أحدثها في عام 1998. ولم تظهر رشقات النجم النابض حتى عام 2018 في "مسح كارل جي جانسكي الكبير والشامل للسماء"، وأخذ يظهر منذ ذلك الوقت في كل مرة بحث فيها علماء الفلك [عن تلك الدفقات]. وحسب اندبندنت عربية، هناك سببين للبروز الأخير للنجم النابض، طبقاً لبحث تم تقديمه يوم الأربعاء في الاجتماع الرابع والعشرين للجمعية الفلكية الأميركية في باسادينا في ولاية كاليفورنيا. ويمثل عمر النجم النابض السبب الأول. وحسب نفس المصدر، قال البروفيسور غريغ هالينان، وهو أستاذ علم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في بيان له "استناداً إلى خصائصه، فهذا نجم نابض صغير جداً، ومن المحتمل أن يكون حديث العهد إلى درجة أن يكون عمره 14 عاماً، لكنه ليس أكبر من 60 إلى 80 عاماً بكل الأحوال". أما السبب الآخر، فهو أن النجم النابض كان محجوباً حتى وقت قريب عن الأنظار، بسبب بقايا النجم العملاق الذي انفجر قبل تشكل النجم النابض. وكانت المادة النجمية التي تم إلقاؤها بعيداً بعنف بفعل الانفجار المستعر الأعظم [سوبر نوفا] تمنع عبور الموجات اللا سلكية إلى حين ابتعاد الجزء الأكبر من كتلة النجم السابق بعيداً [من مركز الانفجار] وصارت المادة النجمية رقيقة بما فيه الكفاية للسماح للإشارة بالنفاذ عبرها. وهذا التكوين يعرف باسم سديم رياح النجم النابض، وأشهر مثال عليه هو سديم السرطان، وهو نتيجة انفجار مستعر أعظم [سوبر نوفا] حدث في النجوم التي تشكل كوكبة الثور في عام 1054. قوي وأكثر نشاطا وحسب المصدر السابق، قال ديلون دونغ، وهو طالب دراسات عليا في علم الفلك في جامعة كاليفورنيا، الذي أسهم في إجراء البحث، في بيان له "يبدو أن الجسم الذي وجدناه أكثر نشاطاً بنحو عشرة آلاف مرة من [سديم] السرطان، وله حقل مغناطيسي أقوى، على الأغلب سيكون "سرطاناً فائقاً" ناشئاً" إن "المسح الشامل لتشكيلة كارل جي جانسكي الكبيرة جداً للسماء" هو برنامج أطلقه المرصد الوطني لعلم الفلك الراديوي في عام 2017 لأداء مهمة مسح 80 في المئة من السماء في الطيف الراديوي. وقد درس دونغ والدكتور هالينان بيانات "المسح الشامل لتشكيلة كارل جي جانسكي الكبيرة جداً للسماء"، ووجدا النجم النابض VT 1137-0337 في مجرة قزمة على بعد نحو 395 مليون سنة ضوئية من الأرض. ولفت دونغ "برزت هذه الظاهرة لأن مجرتها تشهد موجة من تشكل النجوم وأيضاً بسبب خصائص انبعاثها الراديوي". إن VT 1137-0337 قوي للغاية، إلى حد قد يكون معه مؤهلاً للتصنيف كنجم مغناطيسي، أي من النجوم النيوترونية النابضة ذات المجالات المغناطيسية الأكثر قوة بكثير من المعتاد. وتكاد النجوم المغناطيسية تكون غامضة غير مفهومة، إلا أن علماء الفلك يضعون نظريات مفادها أن هذه النجوم قد تكون وراء الاندفاعات الغامضة للطاقة الراديوية التي تمكن رؤيتها في السماء والمعروفة باسم الاندفاعات الراديوية السريعة وأضاف دونغ أنه بطريقة أو أخرى، قد يثبت أن VT 1137-0337 مرتبط أيضاً بلغز الاندفاعات الراديوية السريعة وقال "اكتشافنا لعملية تشغيل مصدر مشابهة جداً يشير إلى أن المصادر الراديوية المرتبطة بالاندفاعات الراديوية السريعة قد تكون أيضاً من سدم [جمع سديم] رياح النجم النابض المضيئة"