قال أساتذة باحثون في علم الإدارة بجامعة سالفورد الإنكليزية إن الدردشة وتجاذب أطراف الحديث بين الموظفين في مكان العمل أمرٌ جيدٌ ما لم يتطرق الحديث إلى رؤسائهم وإدارة العمل. تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، ذكر أن فريقاً من الأساتذة الباحثين أجروا استبياناً على 350 موظفاً من عدة شركات للوقوف على كم المحادثات التي تدور بينهم أثناء العمل، كما سئل هؤلاء أيضاً عن مواضيع دردشتهم التي يتسلون بها. كما أجاب هؤلاء الموظفون رجالاً ونساء عن مجموعة أسئلة متعلقة بزملائهم أيضاً، مثل: هل تشعر بأنكم تشكلون فريق عمل واحد أم أن هناك منتقدين بين ظهرانيكم؟ واستناداً إلى نتائج الاستبيان، حدد فريق الباحثين مقدار السخرية وعدم الاكتراث التي يشعر بها هؤلاء إزاء عملهم، فالموظفون الذين يعانون التعب من أجواء العمل الناقدة، أو التي يسودها توتر ما، يكونون أقل إنتاجية. وقال الباحث كيرك تشانغ، خبير الموارد البشرية: "السخرية مفهوم يصف سلوك الموظفين السلبي حيال مؤسستهم ومديريهم، فهم يشعرون بأن رؤساءهم تنقصهم النزاهة ويستغلون وقت وجهد موظفيهم". وأضاف تشانغ أن السخرية يوماً بعد يوم باتت أحد أكبر معوقات نجاح العمل والإنتاجية وإدارة الموظفين الناجحة. بكلمات أبسط، إن تذمر الموظفين من رؤسائهم أو من بعضهم بعضاً يثبط هممهم؛ والنتائج أظهرت أن لدى الموظفين ميلاً أكبر للنميمة عن زملائهم لا عن حياتهم الاجتماعية الخاصة، ما يقلل الإنتاجية. وحسب الدراسة التي أجراها تشانغ مع زملاء تايوانيين، فإن مفهوم السخرية مرتبط فقط بالنميمة المرتبطة بأشخاص من وسط العمل وانتقاد سياسات الإدارة، أما فيما يتعلق بمواضيع الدردشة الأخرى من الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية والعاطفية، فقد وجد أن العكس تماماً هو الصحيح. وخلصت الدراسة إلى أن الحديث في أي موضوع غير متعلق بالعمل يبني جسور الثقة ويعزز العلاقة المتبادلة بين الموظفين. وكتب تشانغ في المجلة العالمية لإدارة الموارد البشرية International Journal of Human Resource Management أن طبيعة الإنسان تميل إلى تجاذب أطراف الحديث والنميمة، وبالتالي من غير الممكن أن ينجح المديرون في وقف ثرثرة الموظفين حول إدارة العمل وسياسته. غير أنه قال إنه من الممكن للمديرين قلب كفة الميزان لترجح كفة الدردشة الاجتماعية أكثر لتعزيز روح الجماعة والتقارب، عبر طرق مثل التخطيط لرحلة ما أو التحضير لأنشطة تسمح للموظفين بالتعارف أكثر. إذن تعارف الموظفين خارج أوقات العمل يقوّي من أواصر العلاقة بينهم ويبني الثقة داخل العمل. وتابع تشانغ بقوله: "إن إخضاع ثرثرة ونميمة الموظفين للسيطرة، سواء كانت تدور حول العمل أم حول مواضيع أخرى بريئة، يقلص روح السخرية والتهكم فيما يرفع الإنتاجية". يُذكر أن النميمة والغيبة أسلوبان يساعدانك على معرفة عدوك من صديقك، وبالتالي كيف تقي وتحمي نفسك، فمقاومة الانغماس في النميمة وعدم نقل الشائعات والأخبار الفاضحة علامة من علامات الثقات الذين لك أن تطمئن إليهم وإلى أنهم لن يطعنوك في الظهر. وكانت دراسات سابقة كشفت السبب الذي يفتح شهية الناس للنميمة، وهو أن سماع متفرقات الأخبار الدسمة يحفز ويثير جزء الدماغ الذي يستثار بالكوكايين. الهافنغتون بوست