توجد عدة أشكال من التوالد في عالم الأحياء، وهذا التنوع يدخل ضمن آليات التكيف والحفاظ على التوازنات بين الأحياء. ولعل أكثر تلك الأشكال إثارة هو "التوالد العذري" أو "التوالد البكري" حيث يستغني أحد الجنسين عن الجنس الآخر في عملية التوالد ووضع الخلف. وإذا كانت فكرة الاستنساخ مقلقة وتثير المخاوف من الانزلاق إلى إنتاج كائنات قد تخرج عن السيطرة، كما في عدد من الأفلام، فإن التوالد العذري لدى "جراد البحر" أخرج تكاثر هذا الكائن المائي من طبيعته في التكاثر إلى شكل أثار القلق لدى العلماء، خاصة وأنه أصبح يهدد التوازن البيئي. وحسب قناة الحرة، أصبح اليوم "جراد البحر الرخامي" أو ما يعرف ب"الاستاكوزا"، صاحب الأرجل العشرة، يستوطن المياه العذبة في العديد من النظم البيئية في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكلها تعود إلى فرد واحد متطابق وراثيا ولد قبل أقل من ثلاثة عقود، ربما من خلال طفرة جينية غير مسبوقة. أغرب مما تصوره العلماء حسب نفس المصدر، لا يعرف بشكل دقيق أعدادها لكن هناك ما يقدر ب23 ألفا يعيشون في بحيرة صغيرة واحدة في ألمانيا، التي تقل مساحتها عن عُشر كيلومتر مربع، لذلك من المنطقي وجود الكثير منها. وجراد البحر الرخامي هو القشريات الوحيدة المعروفة لعشاري الأرجل التي تتكاثر فقط عن طريق التوالد العذري، وجميع الأفراد من الإناث، والنسل متطابق وراثيا مع الأب. طبيعته الغازية وانتشاره السريع عبر جزء كبير من الكوكب جعله هدفا مثيرا للفضول للبحث العلمي، خاصة أنه يهدد التوازن البيئي، ويشكل خطرا على مصير الأحياء البحرية. ونشر فريق من الباحثين تحليلا في مجلة "نيتشر" لتطور علم البيئة، لجينوم هذا الكائن في محاولة لمعرفة أصله، ووجدوا أنه أغرب مما كانوا يتخيلون. فقد اكتشفوا أن هذا الكائن الصغير يحتوي على 3.5 مليون زوج أساسي، وهذا أكثر من الجينوم البشري بكثير، الذي يتكون من حوالي 21 ألف من الجينات (الموروثات). والشيء غير المعتاد هو أنه بدلاً من النسختين المتوقعتين من الكروموسومات، فإن جراد البحر الرخامي يحتوي على ثلاثة. ورغم أنه لم يظهر بعد في براري الولاياتالمتحدة، إلا أن بعض المناطق تتخذ إجراءات وقائية، حيث تعتبر هذا الكائن محظورا، حتى في تجارة الأحواض المائية. وتضع بعض المناطق جذوع أشجار في قاع المياه حتى لا يتمكن جراد البحر من عبورها بينما تستطيع البرمائيات اجتيازها. لكن هذه الاستراتيجية ربما لا تمنع هذا الكائن من إيجاد طريقة إلى الانتشار، حيث يمكن للفرد الواحد من جراد البحر أن يضع 700 بيضة، وجميعها نسخ عن نفسه، ويمكنه البقاء على قيد الحياة في ظروف الجفاف عن طريق الحفر في الأرض والهجرة فوقها، ما يجعله يتفوق على الأنواع المتوطنة. التوالد العذري في الطبيعة التوالد البكري أو التوالد العذري أو الإِينَاث، حسب ويكيبيديا، هو شكل من أشكال التكاثر اللاجنسي يوجد في الإناث يتطور فيها الجنين في الحيوانات. التوالد البكري، حسب نفس المصدر، يحصل طبيعيا في بعض الأنواع، بما في ذلك معظم النباتات الدنيا واللافقاريات (مثل متفرعات القرون وبعض النحل وبعض أنواع العقرب، والزنابير الطفيلية) والفقاريات (مثل بعض الزواحف والسمك، ونادرا جدا عند الطيور وأسماك القرش) وهذا النوع من الاستنساخ قد يحرض بشكل مصطنع في الأنواع الحية الأخرى يجب التفريق بين التوالد العذري والتوالد الخنثوي في بعض الأنواع التي تحوي الجهاز التناسلي للجنسين مثل الحلزون. وحسب المصدر السابق، هناك أيضا العديد من القصص في الثقافات الإنسانية عن التوالد العذري التي يعود تاريخها إلى أقدم ما دونته البشرية. بعض هذه القصص تتعلق بحيوانات لا يختلف ذكرها عن انثاها. وفي أقدم كتابات القدماء المصريين لاحظوا حيوانات مثل الأسماك والافاعي والعقبان البيضاء تتشابه بين الجنسين مما دفعهم إلى افترض ان جميع اعضاء هذه الأنواع اناث وتتوالد عذريا. ومن ثم يعتقد البعض أن تلك الأنواع الحيوانية مرتبطة بأشخاص أو آلهة ونقلت فكرة التوالد العذري إليها أيضا. عض الأنواع تتكاثر بشكل حصري عن طريق التوالد العذري (مثل الروتات Bdelloid)، في حين أن آخرين يمكن أن يتحولوا بين التكاثر الجنسي والتناسل العذري. وهذا ما يسمى الاختلاط العذري الاختياري. وقد يحدث التحول بين النشاط الجنسي والتوالد العذري في هذه الأنواع بسبب الموسم (المن، وبعض الدبابير ) أو بسبب عدم وجود ذكور أو ظروف تفضي إلى نمو سكاني سريع (الروتيفيات والكلاودوسيران مثل الدفنيا). في هذه الأنواع، يحدث التكاثر اللاجنسي إما في الصيف (حشرات المن) أو طالما كانت الظروف مواتية. هذا لأنه في التكاثر اللاجنسي يمكن أن ينتشر نمط وراثي ناجح بسرعة دون أن يتم تعديله حسب الجنس أو إهدار الموارد على ذرية الذكور الذين لا يلدون. في أوقات الإجهاد، قد يكون النسل الذي ينتج عن التكاثر الجنسي مرتبًا لأن لديهم توليفات جينية جديدة مفيدة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التكاثر الجنسي فائدة إعادة التركيب الانتقائي بين الكروموسومات غير الشقيقة، وهي عملية ترتبط بإصلاح فواصل الحمض النووي المزدوج الحمض النووي وغيرها من الأضرار الناجمة في الحمض النووي التي قد تكون ناجمة عن ظروف عصبية.