ملاحظ أن دينامية التهيئة الحضرية والتنمية تراجعت بمدينة خريبكة بعد أن كانت تسير بوتيرة سريعة قبل مجيء كورونا، كما ملاحظ تعثر وتأخر مشاريع تنموية مهمة بمدينة خريبكة مثل إتمام إنجاز المنجم الأخضر وتوسعة الحي الصناعي بعدة هكتارات وتهيئته بشكل جيد كما وافق على ذلك مجلس جهة بني ملالخنيفرة. للأسف الإنتخابات الأخيرة حدت من الديناميةوالفعالية التي كانت موجودة بمدينة خريبكة بحكم أن البعض من الساكنة صوتوا مقابل المال ولم يحسنوا اختيار مرشحيهم كما ينبغي بسبب الفقر والحاجة. تحتاج مدينة خريبكة مثل باقي الجماعات الترابية بالإقليم إلى تشجيع الإستثمار المغربي والأجنبي فوق ترابها وإلى خلق أقطاب صناعية كبرى لخلق فرص كثيرة للشغل لأبناء مدينة وإقليم خريبكة،كما أن انفتاح استثمارات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أكبر عدد من أصحاب المشاريع المتكاملة والمتميزة التي نفعها عام ومتعدي سبجعل شريحة كبيرة من حاملي الشواهد والدبلومات يستفيدون. المشاكل الموجودة بمدينة خريبكة ليست صعبة إذا كان الفاعلين الترابيين راغبين حقيقة في تغيير وجه المدينة للأفضل ووفق تشخيص موضوعي فإنها تتلخص فيما يلي : – يجب تشجيع المبادرات والمشاريع الحرة إذا كانت تحترم القوانين المعمول بها خاصة في قطاع التجارة والخدمات.. – يجب الإستثمار في أمور أخرى غير المقاهي والمتاجر بحكم أنه يوجد فائض في هذا المجال والافضل دعم الإستثمار في المكتبات الخاصة وفضاءات الترفيه… – يجب تهيئة المجال الجغرافي بشكل جيد والطريق لذلك أن يحترم الجميع القانون وتتحول الساكنة لقوة اقتراحية بدل كثرة النقد. – على جمعيات المجتمع المدني أن تقوم بحملات للنظافة والتشجير في الأحياء الإسمنتية.. – أن تعلق جميع المحلات التجارية الأثمنة دون الزيادة الغير المشروعة التي لا مبرر لها. – أن يتم تشجيع العلم والثقافة ونشر الوعي بين الساكنة وقيام بعض جمعيات المجتمع المدني بتنظيم ندوات عن بعد وعن قرب كفيل بذلك شريطة الإعلان عنها بشكل كبير لتعم الإستفادة والفائدة. يمكن لجميع الفعاليات الإجتماعية أن تقدم مقترحات وازنة للمسؤولين والمنتخبين بمدينة خريبكة شريطة أن يكونوا مطلعين على وضعية التنمية والتهيئة الحضرية بعدة مدن ومناطق مغربية أو بالدول المتقدمة كما على الفاعلين الترابيين أن يتبنونهاوينزلونها على أرض الواقع.مدينة خريبكة مدينة كبيرة لأن عدد ساكنتها تجاوز 200000 نسمة( 196196 حسب إحصاء 2014 )، وبفعل النمو الديمغرافي المتزايد وتوسع المدينة فيمكن بناء مدارس وإعداديات وثانويات أخرى للحد من كثرة الإكتظاظ داخل الأقسام الدراسية. من المشاريع المنجزة بمدينة خريبكة منذ 2016 إلى اليوم حديقة بني عمير من طرف المكتب الشريف للفوسفاط ب 34 مليون درهم وحديقة الفردوس ب 29.8 مليون درهم من طرف وزارة الداخلية وتم توسيع الشارع المار من أمام الكلية المتعددة التخصصات ب 7 مليون درهم من طرف المكتب الشريف للفوسفاط. كما تم بناء ملعبين للقرب فيهما عشب اصطناعي محاديان لإعدادية المسيرة وابن خلدون و تم الإنتهاء مؤخرا من ملاعب القرب الموجودة قرب إعدادية الإمام مالك كما تم إنشاء مدرسة المهندسين قرب عمالة خريبكة بمبلغ 500 مليون سنتيم من طرف وزارة التجهيز.. وقريبا سينتهي مشروع الممرات السككية الذي سيكلف 47 مليون درهم مشاركة بين المجلس الجماعي والإقليمي لخريبكةوالمكتب الشريف للفوسفاط و l'oncf… وحاليا تنجز محطة طرقية جديدة بمواصفات جيدة، وسيتم بناء مجزرة تابعة لجماعة خريبكة ( تعهد ببنائها المستثمر ك)، كما تم إصلاح الشارع المار بين الفيلاج وأم القرى إلى الفيرمة وفق شطرين الشطر الأول تم تمرير أسلاك الكهرباء من الأسفل وتمت تهيئة الشارع بشكل جيد والشطر الثاني تم بناء الرصيف وحديقة مرافقة وكلف ذلك المكتب الشريف للفوسفاط 30 مليون درهم. وتمت تهيئة شارع ادريس الأول بنفس الطريقة، وتم إصلاح شارع مولاي يوسف من طرف المجلس الجماعي السابق لخريبكة وتم إصلاح شارع مراكش….إلخ بعد طلبات متكررة للمنخرطين استجابت الجمعية التي تسير المكتبة الوسائطية للمكتب الشريف للفوسفاط ففتحت أبواب المكتبة في وجه الساكنة قبل أسبوع. كما أن مكتبة ابن خلدون الوسائطية مفتوحة باستمرار ويمكن للتلاميذ والطلبة ذكورا وإناثا أن يترددوا عليهما للإستفادة.للإشارة فحدائق الفيلاج جيدة ومعدة بشكل راقي ويمكن أن تكون متنفسا للساكنة. كما تقضى طيلة أيام الأسبوع مئات الأغراض الإدارية للمواطنين الذين يترددون على مؤسسات الدولة بمدينة خريبكة ولإنجاح العمل الإداري بها فيجب تسريع وتيرة الأعمال بهاوحسن استقبال المواطنين وقضاء أغراضهم الإدارية على وجه السرعة دون تلكؤ أو تباطؤ متعمد… كما يجب تحسين ولوجية المواطنين للخدمات الصحية وفتح أبواب مستشفى الحسن الثاني لتلقي العلاجات اللازمة دون افتعال بعض رجال الامن الخاص مشاكل مع المواطنين و احترام الاطر الطبية وشبه الطبية لأوقات الدخول والخروج وحضورهم المستمر بمصالحهم جدير بخدمة المواطنين على أعلى مستوى. ويمكن لبعض رواد العمل الجمعوي رفقة بعض أساتذة الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة أن يقوموا بتنظيم عدة ندوات وورشات حول إشكالات التنمية بمدينة خريبكة ومواضيع اجتماعية، بيئية واقتصادية لتفعيل نقاش مجتمعي جاد،ولتنمية ثقافية حقيقية بمدينة خريبكة.. خلاصة القول فمدينة خريبكة أصبحت كبيرة بعد توسعها وبازدياد نموها الديمغرافي تحتاج لبناء مرافق أخرى كما يجب تشجيع السياحة العلمية والمنجمية والإيكولوجية بإقليم خريبكة ببناء فضاءات استقبال أخرى ذات جودة عالية..ويجب خلق دينامية تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية من جديد. وعلى مكاتب الأحزاب السياسية وشبيباتها أن يقوموا بتأطير المواطنين سياسيا وحقوقيا ليقوموا بواجباتهم و ليطالبوا بحقوقهم بشكل عفوي…