من الطبيعي أن تولي المجالس الحضرية والإقليمية والجهوية، بمختلف المناطق والأقاليم، اهتماما كبيرا بالمدارات الرابطة بين شوارعها الكبرى، خاصة عند المداخل الرئيسية للمدن، عبر الطرق الوطنية والجهوية التي تربطها بباقي المدن والمناطق المجاورة، نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في ضبط دينامية السير والجولان، إلى جوار الرفع من جمالية المدن، وتحسين صورتها لدى سكانها وزوارها على حد سواء. وفي وقت قطعت مجموعة من الحواضر أشواطا كبيرة في تعاملها مع المدارات الطرقية، من خلال إنشائها في مستوى تطلعات الساكنة، وأحيانا فوق انتظارات متتبعي الشأن المحلي، مازالت مدارات مدينة خريبكة، منذ فترات طويلة، تنتظر التفاتة المسؤولين عن تدبير شؤونها، لإطلاق مشاريع تناسب مدينة صارت تُلقّب وطنيا ودوليا بعاصمة الفوسفاط. وفي جولة أجرتها هسبريس بأهم الشوارع الرئيسية بمدينة خريبكة، لوحظ تواجد ثلاث مدارات طرقية عند مدخلها، عبر الطريق الوطنية رقم 11، إلا أن أشغال تهيئتها لم تتجاوز إنشاء حواجز دائرية إسمنتية عند الملتقيات الطرقية الرئيسية، ما يثير استغراب سكان الأحياء المجاورة وزوار المدينة القادمين من جهة مدينة الفقيه بن صالح. أما وسط مدينة خريبكة، وتحديدا بالحي السكني البيوت، على بعد أمتار قليلة من أكبر خزانة وسائطية للمجمع الشريف للفوسفاط، فقد أنشأ المشرفون على تهيئة شارع الحسن الثاني ما يُشبه مدارا طرقيا صغيرا، يتوسطه صندوق حديدي يثير سخرية زائري المنطقة، وخاصة ضيوف الخزانة الوسائطية التي تحتضن أنشطة ثقافية وطنية ودولية. شارع محمد السادس، المعروف بشارع الزلاقة، يضم بدوره ملتقى طرقيا دون المستوى، حيث لازالت "الماكانة" المشهورة في عاصمة الفوسفاط على حالتها المتدهورة منذ فترة طويلة. كما سبق للمجلس البلدي أن وضع لافتات حول المدار الطرقي تشير إلى أنه في طور الإنجاز، قبل أن تتم إزالتها، والإبقاء على المشروع في وضعية الصفر. مدار طرقي يقع بين شارعي محمد السادس وماء العينين يعرف هو الآخر وضعا غريبا، إذ انطلقت أشغال تهيئته في الآونة الأخيرة، قبل أن تتوقف في الأيام القليلة الماضية لأسباب مجهولة، مع بقاء كميات من السلع ومواد البناء في المكان ذاته، دون أن يتم استئناف الأشغال إلى حدود الساعة. وعن أوضاع المدارات الطرقية المشار إليها، أوضح محمد عفيف، نائب رئيس المجلس البلدي بخريبكة، أن المجمع الشريف للفوسفاط عقد اتفاقية مع بلدية خريبكة، على أن يقدّم بموجبها مبلغا ماليا يقدر بمليار ومائة مليون في ثلاثة مشاريع، من بينها تهيئة مدخل المدينة، قبل أن يعمل عامل الإقليم على إدخال الاتفاقية ضمن أخرى تخص التأهيل الحضري. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الاتفاقية الكبرى تدخل في إطار مخطط جديد يهم "2014-2017"، يشمل عدة مشاريع، من ضمنها تهيئة المدارات الطرقية ومدخل مدينة خريبكة من جهة الفقيه بن صالح، وترصيف الطوارات في الشطر الثاني من الاتفاقية، مشيرا إلى أن المجلس البلدي يجري في الوقت نفسه مباحثات مع المجمع الشريف من أجل عقد اتفاقية إصلاح النافورة الزرقاء بحي الفيلاج، المعروفة لدى السكان ب"العصّارة".