احتشد المئات من المتظاهرين بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أمام المعبرين الحدودين مع الفنيدق وبني أنصار، ليلة الأربعاء-الخميس، للمطالبة بفتح الحدود المغلقة منذ أزيد من سنتين، وذلك بعد انتشار أنباء عن فتح المعبرين هذه الليلة. وشهد محيط معبر باب سبتة من الجانب الإسباني، توافد حوالي مائة شخص من سكان سبتة ومن العُمال المغاربة الذين ظلوا عالقين هناك منذ إغلاق الحدود، رافعين شعارات باللغة الإسبانية تطالب بفتح الحدود فورا. وشهد المعبر الحدودي بين مليلية وبني أنصار بالناظور، احتشاد حوالي 400 شخص، كما عرفت الشواع المؤدية للمعبر إطلاق مجموعة من السيارات للمنبهات كشكل احتجاجي على تأخر فتح الحدود، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية. وبعد زهاء ساعة من التظاهر، تدخلت الشرطة الإسبانية لتفريق المحتجين بالمدينتين، كما تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المعبرين مخافة توافد المزيد من المتظاهرين. جاء ذلك في أعقاب تداول تقارير إعلامية تفيد بفتح الحدود البرية بين المغرب وإسبانيا على مستوى سبتة ومليلية المحتلتين، واستئناف حركة مرور الأفراد على بمعبري سبتة وبني أنصار، ابتداء من ليلة الأربعاء-الخميس. غير أن مصدرا مسؤولا بالمغرب، أوضح ل"العمق" أن ما أثير في شأن قرار استئناف حركة الأفراد على مستوى معبري باب سبتة وبني أنصار، ابتداء من الخميس 14 أبريل 2022، لا أساس له من الصحة. إقرأ أيضا: عدم تطرق سانشيز لملف الآلاف من عُمال سبتة ومليلية يثير المخاوف بشأن عودتهم وفي نفس السياق، قالت مندوبة الحكومة الإسبانية في سبتة، "سلفادورا ماتيوس"، إن أي حديث عن فتح الحدود لا يعدو أن يكون مجرد تخمينات، مشددة على أنه لا يوجد أي تاريخ رسمي لفتح الحدود، لا من جانب المغرب ولا إسبانيا. وأوضحت المسؤولة الإسبانية أن المغرب وإسبانيا يعملان معا من أجل تنظيم عملية الفتح التدريجي للمعابر الحدودية بشكل يراعي جميع الضمانات الأمنية، مشيرة إلى أن المعبر لا زال مغلقا إلى حدود الساعة. ويترقب آلاف العمال المغاربة الذين كانوا يعملون بشكل قانوني في سبتة ومليلية، فتح الحدود البرية من أجل عودتهم إلى أنشطتهم بالمدينتين المحتلين، فيما ينتظر مئات آخرون ممن ظلوا عالقين هناك، فتح الحدود من أجل العودة إلى ذويهم. والخميس المنصرم، أعلن المغرب وإسبانيا عن اتفاقهما على إعادة فتح الحدود البرية والبحرية بين البلدين، بما فيها معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وإطلاق الاستعدادات لعملية "مرحبا 2022″، وذلك بعد سنتين من إغلاقها بسبب الأزمة السياسية بينهما. وبحسب أرقام غير رسمية، فإن أزيد من 5000 عامل قانوني كانوا يشتغلون في مليلية، إلى جانب 3600 في سبتة، توجد ضمنهم أعداد كبيرة من النساء المعيلات لأسرهن، حيث لم يستفيدوا من أي دعم مرتبط بجائحة كورونا من المغرب أو إسبانيا خلال فترة توقفهم عن أعمالهم على غرار فئات أخرى. ويتوفر هؤلاء العمال على عقود عمل قانونية بسبتة ومليلية، وعلى رأسها بطاقة الشغل وعقود التأمين والتغطية الصحية والتقاعد والتعويضات عن الأبناء، إلا أن إغلاق المعبر جعلهم مهددين بفقدان وظائفهم في ظل القوانين الإسبانية التي تسمح بفصل من تغيب عن العمل لأزيد من 6 أشهر. وكان المتضررون قد كشفوا في تصريحات سابة لجريدة "العمق" أنهم أصبحوا يضطرون إلى بيع ملابسهم وأثاث منازلهم وكل ما يملكون من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، بعدما عجز أفراد أسرهم عن الاستمرار في دعمهم طيلة عامين. * فيديوهات وصور صحيفتي "إل فارو دي سبتة" و"إل فارو دي مليلية"