وجه طلبة مغاربة لازالوا عالقين بمدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، نداءات استغاثة من أجل إجلائهم من هذه المدينة الحدودية المحاصرة من طرف القوات الروسية، مشيرين إلى أن الوضع غير آمن في المدينة. مدينة سومي التي تبعد حوالي 40 كيلومترا فقط من الحدود الروسية، تعرف تبادلا للقصف وإطلاق النار بين الجيشين الروسي والأوكراني في بعض الأحياء والمناطق، وهو ما يجعل أي محاولة للخروج برًا من المدينة محفوفة بالمخاطر. وبحسب تصريحات عدد من الطلبة المغاربة المقيمين بمدينة سومي، فإن ما يزيد من خطورة الوضع في هذه المدينة هو قلة وسائل النقل في ظل توقف محطة القطار، وصعوبة التوجه عبر الطرق بسبب مخاطر قصف الجسور على طول الطريق الرابطة بين سومي والعاصمة كييف. اقرأ أيضا: طلاب مغاربة بأوكرانيا يبيتون بالعراء بسبب طوابير النازحين بالحدود.. والمعارك تتواصل وكشف الطلاب المغاربة في سومي أن عددهم حاليا يتجاوز 30 فردا، لافتين إلى أن الوضع الأمني في هذه المدينة جد مقلق في ظل استمرار الاشتباكات في بعض الأحياء، مناشدين السفارة المغربية التدخل من أجل إيجاد وسيلة نقل آمنة تُخرجهم من المنطقة. ياسمين، طالبة مغربية بمدينة سومي، تقول في تصريح لها: "كل يوم نسأل ونبحث عن المعلومات من أجل إيجاد طريقة للخروج من هنا، نعيش وضعا صعبا ولا نستطيع النوم منذ أيام، كما أن عائلاتنا تعيش في حالة هلع وخوف شديدين، لأننا لا نعرف ماذا سيقع لنا خلال الساعات المقبلة". بدوره، قال المهدي، طالب مغربي بنفس المدينة، إن "الوضع سيئ جدا هنا عكس مدن أخرى تتوفر فيها وسائل النقل، وخاصة القطار"، مشيرا إلى أن "سومي محاصرة ومطوقة من طرف الجيش الروسي وكل شيء متوقف هنا". اقرأ أيضا: الخارجية ل"العمق": لا إصابات بين مغاربة أوكرانيا ونسعى لدخولهم برا لدول مجاورة ويناشد الطلبة المغاربة وزارة الخارجية وسفارة الرباط بكييف التدخل للقيام بعملية إجلاء منسقة وآمنة للوصول إلى المدن الأخرى القريبة التي تتوفر فيها وسائل النقل، مشددين على أن البقاء في مدينة سوني "يعني أننا في خطر" وفق تعبيرهم. يأتي ذلك في وقت لايزال فيه المئات من الطلبة المغاربة العالقين بأوكرانيا، يحاولون الخروج برا من البلاد التي تشهد غزوا روسيا لليوم الرابع على التوالي، للوصول إلى المنافذ الحدودية مع كل من بولندا ورومانيا وسلوفاكياوهنغاريا. وتعرف محطات القطارات بالمدن الأوكرانية، اكتظاظا كبيرا في ظل توافد الأكرانيين والأجانب المقيمين من أجل الوصول إلى غرب البلاد، حيث يتوافد المئات من الطلبة المغاربة إلى هذه المحطات هربا من القصف الروسي، فيما اختار آخرون السفر بالحافلات لمسافات طويلة تتجاوز أحيانا 1000 كيلومتر. وبحسب المعطيات الرسمية لوزارة الخارجية المغربية، فإنه وإلى حدود مساء أمس السبت، تمكن فقط 181 مغربيا من العبور إلى 4 دول مجاورة لأوكرانيا، معظمهم طلبة يدرسون بالجامعات الأوكرانية. ويتعلق الأمر وفق المعطيات التي حصلت عليها "العمق" من مصدر رفيع المستوى بوزارة الخارجية، ب93 طالبا مغربيا دخلوا الأراضي الرومانية من 4 معابر حدودية، و70 وصلوا إلى بولندا، و17 آخرا دخلوا سلوفاكيا، فيما تمكن مواطن مغربي واحد من دخول هنغاريا. بينما عاد إلى المغرب زهاء 3 آلاف طالب مغربي بأوكرانيا، ضمنهم 849 طالبا عبر 5 رحلات مباشرة لشركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، وذلك من أصل 8233 طالبا مغربيا بأوكرانيا، وهو الرقم الذي يجعل المغاربة يحتلون المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على البلاد للدراسة بعد الهنود. اقرأ أيضا: مئات الطلبة المغاربة بأوكرانيا يواصلون الهروب من "جحيم الحرب" برا وأشار مصدر الجريدة إلى أن طوابير الانتظار الطويلة في بوابات الانتظار الحدودية البرية، تسببت في تأخير مغادرة الطلبة المغاربة لأوكرانيا، لذلك تناشد السلطات المغربية المغاربة القادمين من أوكرانيا بالتحلي بالصبر والالتزام بالقوانين. وأوضح مصدر "العمق" أن السلطات المغربية، بتوجيهات من الملك محمد السادس، تكثف الجسور الإنسانية من أجل توفير خروج آمن للمغاربة من أوكرانيا وسط استمرار العمليات العسكرية الروسية. اقرأ أيضا: سفارة المغرب بأوكرانيا تخصص أرقاما خضراء جديدة للتواصل مع الدول المجاورة وكانت سفارة المملكة المغربية بكييف، قد أشعرت المواطنين المغاربة المقيمين بأوكرانيا الذين قرروا مغادرتها، أنها وبتنسيق وثيق مع سفارات المملكة بالدول المجاورة، منكبة على تسهيل عملية عبورهم من أوكرانيا في ظروف آمنة، أخذا بعين الاعتبار إغلاق المجال الجوي الأوكراني. يُشار إلى أن وزارة الخارجية المغربية، كانت قد نفت وجود ضحايا أو إصابات في صفوف المغاربة، جراء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، حيث قال إسماعيل المغاري، مدير بقطاع المغاربة المقيمين بالخارج في الوزارة، في تصريح لجريدة "العمق"، إنه "لا توجد إصابات في صفوف المغاربة بأوكرانيا لحد الآن".