مُني الفريق الجزائري لكرة القدم بانتكاسة مدوّية في الكمرون. تعادُل ثم هزيمة ثم فضيحة… ليقبع في قاع مجموعته وليعود إلى بلده خاوي الوفاض. في عالم الكرة يكون مبدأ الربح والخسارة من البدهيات والمسلَّمات. لا بد من رابح وخاسر. ولو أن الأمر بقي في إطاره الكروي لكان عادياً جداً ولا تثريب على اللاعبين الجزائريين. لكن إعلامهم أبى إلا أن يجد أي صيغة ليبرر الهزيمة، وأن يجد أي مشجب ليعلق عليه الانتكاسة. فتحدث عن أرضية الملعب الرديئة، وعن التوقيت المبكر الحار والرطب وعن التحكيم والتنظيم… غير أن آفة الآفات القول بأن فريقهم سُحِر. وأن عمليات الشعوذة وتأثير الجن كان بادياً على وجوه اللاعبين وفي نظراتهم. أنا اندهشت من مثل هذه الادعاءات. إلا أن قاصمة الظهر في هذا المنحدر الخطير هي ظهور بعض الرقاة غير الشرعيين ووصول بعضهم إلى مقرّ الفريق ومباشرة عملية الرقية وفك هذا السحر المزعوم الذي حال دون النصر المنتظر. كل هذا الهراء لا يسمن ولا يغني من جوع. الفريق الجزائري فريق محترم وقويّ، حظوظه جيدة في الوصول إلى النهائيات، وربما إلى الفوز بالكأس بشكل عادي وطبيعي وبروح رياضية. تماماً كما أنّ إقصاءه وارد مبكراً أو غير مبكّر. وقد حصل. هذا التصرف السمج والسلوك الأرعن من الإعلام الجزائري دفع الجماهير الكروية إلى عدم مساندة فريق الجزائر وربما يفرحون لهزيمته، شماتة ونكاية في حكام الجزائر وإعلامهم. على الجزائريين أن يفهموا أن انتصار فريق كروي أو انهزامه لا يعكس أي صورة للبلد الذي يمثله ذلك الفريق المنتصر أو المنهزم. الكرة كرة، والسياسة والاقتصاد والقوة العسكرية وما إلى ذلك شيء آخر. فقد تنتصر دولة صغيرة على الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الصين مثلاً في مباراة رياضية… لكن يبقى الكبير كبيراً. والأيامُ دُوَلٌ. إن الضغوط التي مورست على الفريق الجزائري قد آتت أكلها سلباً وفضحاً. وهذا هو الدرس. (واللي دعا بالقوة يموت بالضعف)