وقع المغرب والبرتغال، الأربعاء، اتفاقا من الجيل الجديد يتعلق بإقامة وتوظيف العمال المغاربة في البرتغال، وهي الاتفاقية التي لم توقع لشبونة أي نظير لها سوى مع دولة الهند، حيث تهدف إلى تسهيل تبادل وتنقل العمال بين البلدين. وتم توقيع هذه الاتفاقية بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوستو سانتوس سيلفا، عقب مباحثات جرت اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، وذلك بحضور وزير الفلاحة محمد صديقي، ووزير الشغل يونس السكوري. وتهدف هذه الاتفاقية إلى الاستجابة الفعالة للطلب المتزايد للعمال المغاربة للاستفادة من فرص العمل المتاحة على مستوى النسيج الاقتصادي البرتغالي، وكذا تحديد إجراءات القبول والإقامة السارية على المواطنين المغاربة، من أجل ممارسة نشاط مهني في الجمهورية البرتغالية. كما يهدف هذا النص القانوني إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تدبير تدفقات الهجرة المنتظمة. فيما تتضمن هذه الاتفاقية عددًا من الأحكام، من قبيل؛ "عملية اختيار واستقدام العمال"، و"الظروف العامة للعمل والتكوين"، و"لم شمل الأسرة" و"الضمان الاجتماعي والضرائب". وستتولى الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابك) ونظيرتها البرتغالية IEFP مسؤولية تنفيذ أحكام هذه الاتفاقية، تحت إشراف السلطات الحكومية المختصة. كما تنص الاتفاقية على إنشاء لجنة مشتركة تتألف من ممثلين عن السلطات المختصة للطرفين (التوظيف والخدمات القنصلية) من أجل ضمان المراقبة المنتظمة وتبادل المعلومات. علاقات متميزة بين المغرب والبرتغال وخلال هذا اللقاء، أشاد بوريطة والسيد سانتوس سيلفا بالطابع الدينامي والطلائعي للعلاقات المتميزة بين المغرب والبرتغال، مؤكدين على ضرورة تقويتها من أجل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. فيما رحب أوغوستو سانتوس سيلفا بالإصلاحات واسعة النطاق التي استمرت على مدى العقدين الماضيين تحت قيادة الملك محمد السادس، منوها بالنموذج التنموي الجديد للمغرب ومشروع الجهوية المتقدمة. وبخصوص الدورة ال14 للاجتماع الرفيع المستوى، التي ستعقد بالبرتغال، اتفق الوزيران على جعل هذه الدورة فرصة للدفع بالعلاقات الثنائية لتتماشى مع الطموحات المشتركة، من خلال استكشاف فرص جديدة، والاستفادة من تطور سلاسل القيم، وتشجيع الاستثمار والتعاون الثلاثي. وأشاد الوزيران بالتدبير المثالي للجائحة، وبنجاح حملة التلقيح ضد كوفيد-19 في البلدين. وجدد الوزير البرتغالي، التزام بلاده بالشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكداً على الدعم المباشر للبرتغال من خلال الإحالة المباشرة لمحكمة العدل الأوروبية من أجل دعم الاستئناف الذي قدمه مجلس الاتحاد الأوروبي بخصوص الأحكام الصادرة عن محكمة الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري المبرمتين بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وركزت المباحثات بين ناصر بوريطة وأوغوستو سانتوس سيلفا على القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكدا على التقارب في وجهات النظر بخصوص الجهود الجادة وذات المصداقية المبذولة في هذا الإطار للتسوية السلمية للنزاعات. وفي هذا السياق، أشاد الوزير البرتغالي بالدور الحاسم للمغرب كقطب للسلم والاستقرار، ومنصة للنمو من أجل تحقيق التنمية في إفريقيا.