تعتبر الجزائر، أن أمامها فرصة "تاريخية" لأجل ترشيح جزائري للظفر بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، المرتقب أن يتم التفصيل فيه خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم 10 مارس الجاري، في القاهرة. وتعول الجزائر كثيرا على "الاستحواذ" على هذه المنظمة العربية الإقليمية، تعزيزا لاستراتيجيتها الدبلوماسية، المبنية أساسا على التوتر الدائم مع بلد عضو آخر بالجامعة، هو جارها المغرب، وللتمكن من تمرير مواقف معادية له، ولوحدته الترابية، من على هذا المنبر الإقليمي العربي. وكانت الجزائر، من الدول العربية التي وضعت نصب عينيها مبكرا، فكرة الظفر بأمانة جامعة الدول العربية، بعد أن كانت قد طالبت بضرورة إقرار التناوب على الأمانة العامة للجامعة العربية، "وإخراجه من دائرة الاحتكار المصري"، كما كانت قد طالبت بذلك خلال القمة التي احتضنتها الجزائر عام 2005، إلا أن موقفها لم يلق حينها "التجاوب العربي الملائم"، وسلمت حينها بالأمر، ليبقى، عمرو موسى أمينا عاما للجامعة حينها. إلى ذلك، يدفع قرار وزير الخارجية المصري السابق، نبيل العربي، والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، بعدم تجديد ترشيحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، إلى فتح شهية بعض الدول الأعضاء في الجامعة العربية، لأجل الدفع بترشيحات الأمانة العامة التي ظلت مصر تستحوذ عليها منذ عهد الأمين العام الأسبق، التونسي الشاذلي القليبي، وكان مقر الجامعة العربية آنذاك في تونس. وتعتقد الجزائر، بأن الفرصة باتت مواتية حاليا أمامها، لتحقيق مطلب يعود عمره إلى 11 سنة خلت، أي في العام 2005، عبر الدفع بمرشح جزائري، "وذلك بالتنسيق مع دول أخرى تشاركها همّ تدوير منصب أمين عام الجامعة العربية، وتخليص هذه الهيئة من التبعية للخارجية المصرية، وهي كثيرة". وفيما كان الأمين العام الحالي، قد أكد أنه سيكتفي بعهدة واحدة، وهو ما يعني أن الدول العربية مطالبة بالبحث عن خليفة له في الاستحقاق المرتقب مطلع يوليوز المقبل، وهو منصب بات يستهوي الكثير من الدول العربية، بالتزامن مع واقع التصدعات التي قصمت ظهر هذه الهيأة الإقليمية، منذ ما يعرف ب"ثورات الربيع العربي". وحسب ما ذكرته مصادر إعلامية مقربة من دائرة القرار المصري، فإن السلطات المصرية تدرس حاليا البدائل الممكنة التي من شأنها إبقاء منصب الأمين العام للجامعة بحوزتها. وأضافت، استنادا إلى مصدر دبلوماسي مصري، بأن القاهرة وجهت دعوات لوزراء الخارجية العرب لحضور اجتماع استثنائي، على هامش انعقاد الدورة العادية لوزراء الخارجية، وذلك في 10 مارس الجاري، يتم خلاله اقتراح اسم المرشح المصري لخلافة المصري الآخر، نبيل العربي، من دون أن يشير إلى اسم المرشح المصري المرتقب.