لطالما اكتسى مفهوم السياسة طابعا اشكاليا و اتسم بسمة الغرابة ، بيد ان مجموعة من الفلاسفة و الباحثين أقدموا على تعريفه ومحاولة تبسيطه ليقف هذا المفهوم عند ان السياسة هي مجموع المناورات و المساومات التي يستهدف من خلالها من يمارسها الوصول الى السلطة و المحافظة عليها ، وعبر هذا المفهوم يتضح ان السياسة قد انزاحت عن معناها الانساني النبيل و اصبحت مرادفا للخداع و المكر و المصالح الفردية لا الجماعية. ان الفيلسوف ديكارت في مقولته الشهيرة " لقد كنت رجلا نزيها لذلك لم اصبح سياسيا " قد ربط السياسة بكل اضداد النزاهة و اعتبرها شيئا سلبيا كما نعت السياسيين بطريقة او باخرى على انهم مجموعة من المخادعين، وهنا اود القول بتهافت ديكارت في هذه المقولة ومما استند عليه في هذا الامر هو نزاهة وزراء العدالة و التنمية و مصداقيتهم ورغبتهم في الاصلاح و زهدهم العالي في الكراسي و عدم تعلق قلوبهم بالمناصب و النفوذ و انعدام رغبتهم في الحفاظ على السلطة و نبذهم للتحكم. إن منتقدي العدالة والتنمية لم يجدوا لحد الساعة دليلا قويا او حجة دامغة تدين ايا من وزرائها بالفساد او التقصير في اداء واجباته، وإنما يوجهون اليهم انتقادات لا معنى لها من قبيل قولهم ( لماذا يركب رئيس الحكومة سيارات فارهة هي في ملكية الدولة ؟ او لماذا يرتدي ربطة عنق ؟ ( انها ترهات . او يقوم هؤلاء المنتقدون باستغلال بعض التحديات او المشاكل التي تعترض الحكومة مثل قضية الاساتذة المتدربين و الذين ابانوا انهم لا يريدون حلا لقضيتهم رغم الوعود و الحلول الايجابية التي تلقونها من طرف رئيس الحكومة على لسان والي الرباط. لقد اعاد وزراء العدالة و التنمية البعد الانساني و الايجابي لمفهوم السياسة، اعادوا اليها بعدها الاخلاقي النبيل من خلال نزاهتهم و محاولتهم تحقيق الاصلاح و مواجهة التحكم و الاستبداد و محاربة الفساد و هو ما يتطلب تضحيات جسام لم يتفانى ساسيوا العدالة و التنمية يوما عن تقديمها. ان وزراء العدالة و التنمية اليوم وحدهم من يستحقون ان يوصغوا بالسياسيين.