العالم هو بلدان المجموعة الدولية، المنظمة في إطار أممي، يقوم على مبادئ السلام العالمي والتعايش السلمي بين الدول ، التي طورت في إطار دولي ومجتمعي نظام الحكم بالمجموعة الدولية من السلطوية إلى الديمقراطية، المواكبة للمبادئ السلمية وحقوق الانسان الاجتماعية . غير أن واقع الحال بالعالم من زمن جائحة وباء كرونا، قد وضع بلدان المجموعة الدولية في أزمات من أبعاد اجتماعية، تمثلت في أمواج الهجرة التي أمست أعداد قواربها، بين من يلفظها البحر، وبين من تغلق في وجهها طرق البر، فضلا عن أمواج الوباء الذي يكتسح الدول، والتي لم يعرف العالم لوبائيته سببا ولا علاجا، غير فرض حالة الطوارئ الصحية، واتخاذ الاحترازات الوقائية من القرب، والتواصل عن بعد، علاوة على الإحترار المناخي، الذي أضحى من البحر يهدد سطح الارض والحياة الطبيعية من فضائها، مما يستخرج ويحول من باطنها، إلى جانب أشياء،، وأشياء من الاختلالات الطبيعية من الفضاء واليابسة . الهجرة الغير المشروعة : طفحت ظاهرة هاته الهجرة على الساحة الدولية، من شبيبة بلدان العالم الثالث التي تطلب الشغل، بعد أن لم تجده في بلدانها، لتلبية حاجياتها من الحياة، مما جعلها تشق الطريق وتشتريه بالمال، والمغامرة نحو البلدان الصناعية، للخروج من ضائقة الاسرة والمجتمع بالهجرة الغير الشرعية، متخطية حدود بلدانها وبحار قارتها، كي تصل إلى بلدان الرفاه الصناعي، والحياة المستقبلية من بلدان الاتحاد الأوروبي، وكذلك الشأن من حال مهاجري بلدان أمريكا اللاتينية، وجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية . وقد وضعت هاته التدفقات البشرية، بلدان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالامريكية، في حالة استنفار أمني أمام العاشقين المؤثرين اجتماعيا والغير المتزنين والمخلين بالعلاقات الدولية، من وجهة الظاهرة التي تنشطها شبكات التهريب والاتجار بالبشر، في غياب أي اهتمام دولي لمعالجة الظاهرة، التي أصبحت عبئا جائحا يسلك الطريق الغير الشرعية، للبحث عن موطئ قدم من أرض الحياة المنشودة . ويعتبر المغرب من البلدان التي اكتسحتها أعداد متتالية من المهاجرين الغير الشرعيين، من بلدان جنوب الصحراء، وأيضا من البلدان العربية التي تأثرت بموجة الربيع العربي . وقد تعامل مع العديد من المهاجرين، وضمنهم أسر متعددة الأفراد بالتسوية القانونية، للراغبين في الاندماج بالمحيط الاجتماعي وممارسة أنشطة عملهم في أجواء لائقة بالاستقرار، والحد من طريق المغامرة في عرض البحر، بل وعمل ما في وسعه كدرع دولي مساعد للتخفيف من التدفقات البشرية على أوروبا . جائحة كرونا المتحورة : الجائحة من المدلول الطبي، وباء فيروسي فتاك معدي ومخيف، يهدد حياة الأفراد والمجتمعات بالعدوى والاعراض المزمنة، واجهته المجموعة الدولية، بإعلان فرض حالة الطوارئ الصحية على الصعيد الدولي، واتخاذ التدابير الاحترازية بالمؤسسات وقطاع الخدمات، وتجنب الاختلاط من الاماكن العمومية، والحد من الحركة والتنقلات من داخل البلاد وخارجها لغير حاجة من طرف الأفراد، بل وجمدت عدة أنشطة من الشارع العام، وخدمات بالمجتمع من جراء حالة الوباء . كما وضعت الصحة العامة المدنية منها، والعسكرية التي نصبت مستشفيات ميدانية بالمدن الكبرى، على أهبة الاستعداد لمواجهة طوارئ الحالة الوبائية . وقد واجه المغرب الحالة بكثير من الحزم والعزم، على أن لا يقع مجتمعه فريسة للوباء الجائح، إذ هيأ كل المستلزمات في إطار من التأهب المادي والمعنوي على جميع الأصعدة، مع سهر السلطات التي انتشرت من الشارع العام وبكل المرافق المؤسساتية والحضرية، لمراقبة الحالة من حياة الأفراد والسهر على تدابير سيرها في نظام وانتظام . وقد ساعد على نجاح كل التدابير، استجابة الساكنة للعمل بالتدابير المعمول بها، والتزامهم الارادي في الحفاظ على صحتهم والمساهمة في سلامة الحياة من مجتمعهم، الشيء الذي ساعد على إعطاء الوجه المشرف والأداء العملي اللائق، من بلد إفريقي ساير توجهات منظمة الصحة العالمية، واللجنة العلمية الوطنية الساهرة على الصحة العامة، مما أكسبه الريادة في العمل لمواجهة الوباء، والكفاءة في إدارة الأزمة الوبائية، مما رفع معنويا رصيده من الثقة بالمحيط الدولي، إلى جانب التضحية والتعاون الذي أبداه من المجال الاقليمي والقاري، فيما قدمه من مساعدة وخدمات طبية، لمواجهة الموجات الوبائية بأقطار شقيقة ومغاربية، تعرضت لضربات فجائية من موجات وبائية قاسية . التلقيح المناعي : تجلت الجهود الدولية في مقاومة وباء جائحة كرونا، في تعزيز التدابير الاحترازية بالتطعيم الجماعي للفئات العمرية، من سن الرشد إلى سن الشيخوخة، وهو في حقنتين يفصل بين الأولى وما يليها مدار الشهر . وقد تجلى من التلقيح، الذي ظهرت منه عدة أنواع بالساحة الدولية، ظهور متحورات من الوباء، تكتسح البلدان في موجات مرتفعة، أثرت على المجتمعات من ردود الساكنة، التي أصبحت تتردد في الاقبال على التلقيح، بل وقامت احتجاجات في العديد من البلدان على الزامية التلقيح . لكن البلدان التي قصرت في التدابير الاحترازية، وأطلقت العنان للحياة من الساحة الاجتماعية، عانت من ارتفاع الاصابات، والوفيات بل وأصبحت الجهات الطبية ترى أن الوباء، لازال خارج السيطرة من تعدد تحولاته، التي لازالت رهن المراقبة من الاختلاط العام، والمتابعة الصحة من الكشوفات الطبية . والمغرب من هذا الباب سارع إلى اقتناء ما يكفي من أنواع التلقيح، كما تلقى حصته من منظمة الصحة العالمية، وتطعيم ساكنته والمقيمين بأرضه، والمهاجرين نحوه، بنسبة عالية من جرعتين، ويجري التأكيد على العمل بالثالثة . ومن الحالة ذاتها أصبح ينتج محليا، صنفا من اللقاح، ويتهيأ لتصديره وجهة البلدان الافريقية، التي لازالت من وجهة الاحصائيات العالمية، تعاني من التدني النسبي في تطعيم الساكنة باستعمال التلقيح المناعي، للحد من انتشار الوباء المتحور والمتموج من الساحة الدولية . الاحترار المناخي : يشكل هم المناخ العالمي، الشغل الشاغل للمجموعة الدولية، ضمن جهود مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ، ومعالجة مسبباته التي تأتي من تردد الاستجابة الدولية للتخفيض من إنتاج الوقود الأحفوري، مما يرفع من النشاط البشري الذي يهدد الحياة من كوكب الارض، ولا يستجيب لمعايير خفض درجات حرارة الكوكب في الأمد الزمني المحدد من البرنامج الاممي . تلكم تشعبات الازمة العالمية من أبعاد دولية، من عشرينيات القرن الواحد والعشرين، التي أصبحت سارية بالمحيط الدولي، كالدردشات من مواقع التواصل الاجتماعي.