انسحب قبل قليل من صباح اليوم الإثنين، رئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي، من أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس التي تجرى أطوارها بمقر الجهة المذكورة بأكادير. ويعود سبب مغادرة كريم أشنكلي قاعة الإجتماع، إلى عدم قدرته على استكمال أشغال الدورة بسبب خضوعه مؤخرا لعملية جراحية. ووفق مصادر "العمق"، فقد خضع كريم أشنكلي لعملية جراحية على مستوى الضهر يوم السبت الماضي، غير أنه أصر على حضور افتتاح أشغال الدورة الإستثنائية الأولى لمجلس الجهة. وخلال كلمته الإفتتاحية، قال رئيس مجلس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، بأن "المغرب اختار سياسة اللامركزية كنمط تدبيريّ ترَابيّ لهُ جدوره التّاريخيّة، ومبرّراته الاستراتيجية والموضوعيّة والغاية من ذلك تَحْقِيق التنمية المحلية المنشودة في إطار الديموقراطية المحلية بِمَفهومها الْواسع. وأضاف قائلا: "كما تدركون جيدا أن بلادنا قطعت أشواطا كبيرة في هذا المسار والتي توّجت بتنزيل ورْش الجهويّة الْمتقدّمة الّتي نصّ عليها دستور الْمملكة، وأنّ الولاية الانتدابيّة الحالِيّة لتعتبر مَرحلة مفصليّة في هذا التوجه على اعتبار أنها تأتي بعد مرحلة التأسيس لهذا الورش". وتابع رئيس الجهة: "في هذا السياق نجد أنفسنا أمام عمل كبير لِبلورة رؤية استراتيجيةٍ وعمليّة توفّق بين إمكانياتنا الذاتية، وتلك التي يمكن تعبئتهَا لدى الغير من جهة، وطموحات الساكنة من جهة أخرى في إطار من التنسيق والتشاور مع باقي الفاعلين". وَأوضح أشنكلي أن "نَجَاحَ عَمَلِ المجلس الْيوم رهين بالتّماسُك وَالْاِنْسِجَامِ بين كل مكوناته وَبتنسيق للجهود وتغلِيب لمنطق الْعَقْلِ وَلِلمصلحةِ العامة، لِكَسْبِ رِهَانِ الْمَرْحَلَةِ، والتدبير الْجَيِّدِ لِلرِّهَانَاتِ الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ في إطار مقاربة تشاركية، ورؤية شمولية، لِتَدْلِيلِ الصِّعَابِ وتجاوز الإكراهات، من أجل تفعيل الرُّؤْيَةِ الاستراتيجية التي سنعمل سَوِيًّا على تنزيلها وَفِقَ مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين". وزاد أشنكلي بالقول: "أود أن أُذَكِّرَكُمْ أننا في مرحلة هامة من ولايتنا الانتدابية، عَلَى اِعْتِبَارِ أَنَّنَا مُطَالِبُونَ بالاجتهاد في الْإِعْدَادِ الْجَيِّدِ لِبَرْنَامَجِ التَّنْمِيَةِ الْجِهَوِيَّةِ، وكذا الوثائق ذات الصِّلَّةِ باختصاصات المجلس كالمخطط الجهوي للتكوين المستمر والتصميم الجهوي للنقل، ولا تفوتني هذه الفرصة لكي أخبركم أننا مَحْظُوظُونَ، لكوننا نتوفر حاليا على التصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي يوجد قيد التأشير وقد يُوَفِّرُ لَنَا هَذَا وَقْتًا مُهِمًّا، شاكرين بذلك المجلس السابق على هذا الإنجاز الْقَيِّمِ". واأكد أن هذه الدورة الاستثنائية "لها طَابَعٌ خاص نظرا لمَا سَنَتَدَاوَلُ بشأنه اليوم يكتسي أهمية قصوى، حيث يتعلق الأمر بالدراسة والتصويت على النظام الداخلي للمجلس باعتباره وثيقة قانونيّة وَمَرْجِعِيَّةً مُكَمِّلَةً للقانون التنظيمي للجهات، التي ستؤطر عمل المجلس، بِمَا تَتَضَمَّنَهُ مِنْ مُقْتَضَيَاتٍ تَهُمُّ تَسْيِيرَ اِجْتِمَاعَاتِ الْمَجْلِسِ، وتكوين اللجان، وكذا تَأْلِيفَ الْفُرُقِ، والآليات التشاركية للحوار والتشاور". كما سيتم خلال الجلسة، انتخاب رؤساء اللجان الدائمة ونوابهم، وتقديم الفرق، إضافة إلى تَعْيِينِ المجلسِ عُضْوٍ من المعارضة في لجنة الإشراف والمراقبة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، وذلك بعد اعتماد النظام الداخلي، من أجل استكمال الهياكل التدبيرية للمجلس.