أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل اليوم الخميس فوز الروائي التنزاني عبد الرزاق جورنا (72 عاما) بجائزة نوبل للأدب لعام 2021 "عن تبحّره الثاقب والحساس في آثار الاستعمار ومصير اللاجئين" في كتاباته. وأشارت الأكاديمية إلى "تفانيه من أجل الحقيقة"، ولفتت إلى أن رواياته "تثور على الأوصاف النمطية، وتفتح الأعين على شرق أفريقيا المتنوع ثقافيا وغير المألوف لكثيرين في مناطق أخرى من العالم". وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف نشر نحو 10 كتب منذ عام 1987 فضلا عن العديد من القصص القصيرة، وتشكل رواية "بارادايس" أو "الجنة" أشهر مؤلفاته، ومُنح الجائزة نظرًا إلى سرده "المتعاطف الذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات". الهجرة من أفريقيا وجورنا المقيم في بريطانيا هو أول روائي أفريقي يفوز بالجائزة منذ فوز الروائي الزيمبابوي/البريطاني دوريس ليسنيغ بها في 2007، وهو ثاني فائز ملون من أفريقيا جنوب الصحراء بعد الكاتب المسرحي النيجيري ولي سويينكا الذي فاز بها عام 1986. ووصف جورنا فوزه بالجائزة بأنه أمر رائع حقا، وقال إن منحه جائزة نالها عدد هائل من الكتَّاب البارعين شرف كبير له. وقال لرويترز عندما سألته عن شعوره "أعتقد أنه أمر رائع حقا.. أنا ممتن جدا للأكاديمية السويدية لترشيحي وترشيح عملي"، وأضاف "إنه شيء عظيم، إنها جائزة كبيرة حقا وقائمة ضخمة من الكتاب الرائعين، ما زلت أستوعب الأمر". وكان جورنا أستاذًا ومديرًا للدراسات العليا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة "كنت" حتى تقاعده، واهتمامه الأكاديمي الرئيسي ينصب على نصوص ما بعد الاستعمار والخطابات المرتبطة بالاستعمار، بخاصة في ما يتعلق بأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والهند. وتبلغ قيمة الجائزة 10 ملايين كرونة سويدية (1.14 مليون دولار). روايات الاستعمار ويكتب جورنا رواياته باللغة الإنجليزية، ومن بين أعماله "بارادايس" (الفردوس)، وتدور أحداثها حول الاستعمار في شرق أفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى، و"ديزيرشن" (هجران). وُلد جورنا في جزيرة زنجبار عام 1948، ولكن بعد انتهاء حقبة الحكم البريطاني في عام 1963 واجه اضطهادا بسبب عرقه العربي، فاضطر إلى الفرار، وانتهى به الحال لاجئا في بريطانيا أواخر الستينيات، وهو يعيش في بريطانيا منذ ذلك الحين، وكان يعمل بالتدريس في جامعة كِنت حتى تقاعده، وكتبت الجامعة على موقع تويتر "إننا سعداء للغاية لأن محاضرنا السابق عبد الرزاق جورنا حصل على جائزة نوبل في الأدب، إنه لأمر مُلهم حقا!". ولم يستطع جورنا العودة إلى زنجبار إلا في عام 1984، وذلك مكّنه من رؤية والده قبل وفاته بوقت قصير.