تطورت الاحتجاجات التي تعرفها جماعة "فركلة العليا"، بدائرة تنجداد، إقليمالرشيدية، منذ الأحد الماضي، إلى مواجهات عنيفة بالحجارة، اليوم السبت، بين محتجين مناصرين لأحد المرشحين لرئاسة الجماعة، والقوات العمومية، ما خلف إصابات في صفوف الطرفين، واعتقالات. واعتصم العشرات من ساكنة "فركلة العليا"، أمام مقر الجماعة منذ التاسعة من صباح اليوم، حيث كان مقررا عقد جلسة ثالثة لاستكمال انتخاب مكتب مجلس الجماعة، بعد جلسة الخميس التي عرفت "نازلة قانونية" تمثلت في انتخاب رئيس جديد للجماعة بعد حصوله فقط على 13 صوتا من أصل 28، أي دون حصوله على الأغلبية، قبل أن تتدخل القوات العمومية لفض الاعتصام. ووفقا لمعطيات توصلت بها جريدة "العمق" من مصادر محلية، فإن احتجاجات اليوم، هي امتداد لسابقتها التي انطلقت منذ أول جلسة لانتخاب رئيس ومكتب الجماعة الأحد الماضي، تنديدا بمحاولة "جهات" فرض مرشح حزب الاستقلال للرئاسة، دون حصوله على الأغلبية، وبالمقابل، سحب اسم مرشح الأحرار الذي يتوفر على الأغلبية، بمبرر أنه سُحبت منه التزكية للرئاسة. وقالت المصادر ذاتها، إن الجلسة الثالثة المقررة، اليوم السبت، تأجلت هي الأخرى، ومنع قائد قيادة فركلة العليا، مجموعة ال15 المكونة من 10 أعضاء من حزب الأحرار، و3 من البيجيدي، وعضو من البام والحركة الشعبية، من ولوج مقر الجماعة، بداعي أن رئيس الجماعة الجديد أي المنتخب ب13 صوتا، أدلى بشهادة طبية، وبالتالي تأجيل الجلسة إلى أجل غير مسمى. وأكد أعضاء الأغلبية بالمجلس (15 عضوا)، عقب هذا التأجيل الجديد لجلسة انتخاب مكتب الجماعة، في شريط فيديو على "فيسبوك" أنهم "أنهم ملتزمون بإرجاع الأمور إلى نصابها، طبقا للقوانين الجاري بها العمل، وأنهم ضد أي عمل يمس بالديمقراطية، وعازمون على المضي قدما من أجل استرجاع حقوقهم المغتصبة، وان استدعى ذلك تقديم استقالتهم الجماعية من مجلس الجماعة ومن أحزابهم". عقب ذلك، اعتصم العشرات من مناصري الأغلبية، أمام الجماعة، والطريق الوطنية رقم 10، رافعين شعارات تندد بالطريقة التي تم بها انتخاب رئيس الجماعة، وأيضا إقصاء مرشح حزب الأحرار للرئاسة، بالرغم من أن إجراء سحب التزكية منه، الذي تُبرر السلطة به عدم إدراج اسمه في ورقة التصويت، كان خارج الآجال القانونية. وأشارت مصادر الجريدة، إلى أن توسع الاحتجاجات وعرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطنية رقم 10، دفع بالقوات العمومية إلى التدخل من أجل فض هذا الاعتصام الذي كان في بادئ الأمر سلميا، قبل أن يتحول إلى مواجهات عنيفة، بعدما عمد محتجون إلى رمي القوات العمومية بالحجارة. ووفقا للمصادر ذاتها، فقد أدت هذه المواجهات إلى إصابة 3 عناصر من القوات المساعدة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى، إضافة إلى إصابات أيضا في صفوف المحتجين خصوصا النساء منهن بسبب التدافع، كما تم اعتقال بعض المحتجين على خلفية هذه الاحتجاجات.