كشف مصدر قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، أن هناك ثلاثة توجهات داخل قيادة حزب الجرار، حول موقف المشاركة في حكومة عزيز أخنوش، الذي سيحسم فيه برلمان الحزب، في دورته الاستثنائية اليوم الجمعة. التوجه الأول، وهو السائد بقوة داخل قيادة الحزب، بحسب مصدر جريدة "العمق"، مع ضرورة مشاركة حزب الأصالة والمعاصرة في حكومة عزيز أخنوش، وأن يكون الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي وزيرا فيها. وشدد المصدر القيادي، على أن المدافعين على هذا الرأي، يبررون استوزار وهبي داخل حكومة أخنوش، بكونه شخصية قادرة على مواجهة الأزمات التي قد تواجه الحكومة، ومعروف بمواقفه السياسية، ويحتاجه المغرب في هذه الظرفية الحساسة. فيما ذهب التوجه الثاني داخل الحزب، مع طرح المشاركة في الحكومة، بشرط أن لا يكون وهبي، وزيرا داخلها، وأن يتولى هذا الأخير رئاسة مجلس النواب، غير أن المصدر القيادي بحزب الجرار، أكد أن ذلك مستبعد لأن وهبي سيكون مطوقا بواجب التحفظ. وأوضح المصدر ذاته، أن التوجه الثالث داخل حزب الأصالة والمعاصرة، والذي تمثله قلة قليلة من القيادات، مع مواصلة الاصطفاف في المعارضة، وعدم المشاركة في حكومة عزيز أخنوش. وينتظر أن يحسم برلمان الأصالة والمعاصرة، الذي سينعقد عصر اليوم الجمعة، موقف المشاركة في الحكومة. في الوقت الذي سبق للأمين العام للحزب، عبد اللطيف، وهبي أن أكد أنه تلقى "إشارات إيجابية" من رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، خلال مشاروات تشكيل الحكومة. وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، قد أكد في لقاء تشاوري مع برلمانيي البام الأربعاء الماضي، أن حزبه تجاوز صراع المواقع مع حزب التجمع الوطني للأحرار بخصوص مشاورات تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أنه تلقى إشارات جد إيجابية، وأن الحزب سيعمل على دراستها والتعامل معها التفاعل معها إيجابيا من منطق خدمة الصالح. وأوضح وهبي أن يوم 8 شتنبر، وجه، رسائل ديمقراطية داخلية واختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط قد تشكل، في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية غير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع ومنسجم اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية. وفي السياق ذاته، قرر الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، بحضور جميع أعضائه، تفويض أمر مواصلة المشاورات حول الحكومة المقبلة للأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي، وذلك عقب لقاء تشاوري عقده وهبي مع برلمانيي الحزب الجدد، اليوم الأربعاء بسلا. وأفاد بلاغ للفريق النيابي للجرار، أن تفويض وهبي مهمة مشاورات تشكيل الحكومة، يأتي "بعد الوقوف كثيرا عند مضمون العرض الإيجابي الذي قدمه عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، لحزب الأصالة والمعاصرة حول الحكومة المقبلة". وتشير المعطيات المتوفرة لجريدة "العمق"، بعد الجولة الأولى من المشاورات، إلى أن الحكومة المقبلة ستتشكل من 3 أحزاب، وهي حزب التجمع الوطني للأحرار (102 مقاعد)، وحزب الأصالة والمعاصرة (87 مقعدا)، وحزب الاستقلال (81 مقعدا). وينتظر رئيس الحكومة المعين، عزيز أخنوش، موقف المجلسين الوطني لحزبي الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، من المشاركة في حكومته، وذلك لبدء جولة ثانية من المشاورات، بعيدا عن أعين الصحافة، للحسم في باقي تفاصيل الحكومة المقبلة.