استحضار من المدني وإهداء إلى رحمان، وإلى الغائب غسان… رسمتُ بكل الرموز وكل الألوان ، واللغات….! قُدساً تعلمني حروفَ الهجاء وحب ضفة، وغزة، وعزة، وكرامة وإسلاما، وعروبة…! وإنسانية، وتسمحُ لي أن أقول قصيدة شعر لوصف حجر لوصف صمود، وأطفال كالقمر رسمتُ بلون الجمال بلاداً، بلون العزَّة نقشت، واصطبغت أحمرا، وأخضرا وأبيض بلادا، لها علم من رحيق الضياء وشعب من الأنبياء تعانقني كل يوم…! وترفعُ عني فيض الضجر رسمتُ بجرح فلسطين غجرية رسمتُ بجرح القدس مدينة حزن تنامُ على كتفي كلما تعبتُ من هموم البلاد العربية رسمتُ مجازا بساطا من حلم أخضر وشمسا تغيبُ وراء المسافات أكثرْ وشعباً يغني نشيد السعَرْ ولكنني ما علمتُ بأن الحمام يباعُ بأبخس سعر وأن الهزائم والصفقات أحلى من التمر والرفض والعزة والكبرياء وحرق السفن رسمتُ بدمع الثكالى حدوداً لقلبي فشرقا وضعتُ ضفة وغربا وضعت غزة وبينهما يافا وعكا وبرتقالا حزينا ورمانا وزيتونا… وأنهارا وديارا وديرا وقبابا ومآذن ومعابر وزرتُ بقعَ جرحي فلم أر إلا قتلى، وجرحى وأيتاما وثكلى وأسرى قرأتُ الجرائد سرا وجهرا ولكنني لم أجد غير ضجيج بسوق عكاظ وسجع بكل نقاط الحدود فلا فلسطينُ في يدنا ولا شجر في أنهار الشجنْ فمن سيقيم طقوس العزاء؟ أم تراهم جادوا بالكفن… ولم يتركوا غير أرملهْ تسمى القصيدهْ وغير يتيم يفتحُ أمامك أبوابا للكناية والاستعارة أو لوحة غائبة وتبنى الحقيقة أحلامها كي تقلد سربا من الكائنات وتدخلُ في صورة الهذيان الجميل وهذا مسائي يطل إليَّ مني ومن دمائي تحلم بما تحمل الصحراء من النوايا وهذه سمائي تطل إلى الماضي في وتبتعدُ في قافلة من الكلمات وتهرب من لسعة المنايا كي يصير قيامة على باب القيامة أو عوسجة…! هنا في هذا الممرالسريع يخرج الياسمين من ذاكرتي وتنبت قصيدة شعر على خاصرتي كي تعلن وفاءها للرفض تلك فوضاي بين قلبي ومنفاي سنبني سماء من السمو والتسامح سنبني وفاء للقلوب الأبية وملحمة فدائية لتكون القدس عاصمة لفلسطين الأبدية هي أمنية فقدتها كما تفقد الحياة نصاعتها في الظلام أمنية مغتصبة حسرة الروح وغصة وجروح أسيرة، مكسورة…! على جناح طائر مهاجر فوق الهاوية…! لم أجد ما يشبه حنيني في غلغلة الصمت: هي حلم امرأة تشكر رجلا يتأبط رحيله خلف هذا الرحيل هي حلم امرأة تنفشُ خريطة جسمها وتنقشُ زينتها كطائر ينقرُ حياة الليل هي الحلم المر يتكسر على قارعة هذا الميل هي ما تبقى من دماء الشهداء على خارطة هذا الوطن الصعب هي ما تبقى من سماء شراعا تائها بين الشظايا والزبد فضميني يا مدينة السلام يا أرض الأنبياء يا أرض المعراج والإسراء إلى بحرك الواسع واجعليني أحترق…! في مفترق الطرق كي أمنح للعابرين أنشودة أو هوية.. جئتُ من قلاع الأرض كلها ما بين مغرب وأندلس وشام وبغداد وفارس وسودان وأردن وتونس ولندن… جئتُ من كل الفصولمن كل بلاد الحرية ومن كل الأمم الحزينة كي أمحو الأسماء كلها…! من صفات الذهول إلى عبق الحبق وترجع الحمائم المهاجرة إلى رحابك الطاهرة يا مدينة عيسى والطاهرة البتول يا مسرى حبيبنا ونبينا الرسول يا جوهرة المدائن والأديان يا جنة السلوان يا إيلياء في السماء يا بوابة الحضارات ومهبط الأنبياء يا مطهرة بكل صفاء يا مطرة الحياهْ…! جئتُ… وهذا الضحى أنا الوله…! لأصلي في رحابك وألثم عبير ثراك… أنا المتيم بهواك يا أقصى.