رفض الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله تصريحات نظيره في حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي حول أهمية القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في الحفاظ على الأحزاب الصغرى، وقال "إن التقدم والاشتراكية ليس في حاجة لا للقاسم الانتخابي ولا للعتبة ولا من أجل البقاء"، كما اعتبر أن حزبه "غير مدعوم من طرف خلايا نائمة تصوت في الانتخابات على أساس ديني مثل ما لدى حزب العدالة والتنمية". واعتبر بنعبد الله الذي حل ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، مساء اليوم الاثنين، في إطار برنامج "حديث رمضان حول قضايا و انشغالات المجتمع"، أن حزبه الذي تأسس سنة 1944 "واجه العديد من التحديات منذ ذلك الحين، ولم تقض عليه لا السجون ولا التضييقات ولا النتائج التي حققها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية خصوصا سنة 2016، وبقي واقفا وليس في حاجة لا للقاسم الانتخابي ولا للعتبة". وبخصوص تصويت برلمانييه بالمصادقة على القاسم الانتخابي على أساس المصوتين، قال بنعبد الله أنه نظر إلى ملف الانتخابات في شموليته ولم يرد أن يتوقف على الجزئيات خصوصا وأن المقترح كان موضوع خلاف، مؤكدا أن حزبه تقدم في عريضته بمقترح قاسم انتخابي على أساس المصوتين، وأن المقترح المثير للجدل تم اقتراحه من طرف الأغلبية الحكومية. كما اعتبر أن القاسم الانتخابي الذي تم اعتماده "فيه جوانب لا يمكن أن تعجب من الناحية الديمقراطية، كما أنه فيه حد من حصول حزب على عدد مقاعد أكثر من نسبة الأصوات التي حصل عليها"، مسترسلا "عدد الأحزاب في الحكومة المقبلة لن يتجاوز العدد الذي يوجد في الحكومة الحالية". وتابع "لا توجد أي إمكانية حسب معطيات مغرب اليوم لتشكيل حكومة من حزب يحصل على الأغلبية، ولا حتى من حزبين أو اثنين، وأقل عدد ممكن لتشكيل الحكومة حسب المعطيات التي مازالت مستمرة هو 4 أحزاب". وقسم الأمين العام للحزب الشيوعي بأن الناخبين 3 أنواع، أولهم من أسماهم "الخلايا النائمة التي تستيقظ لتصوت في الانتخابات لفائدة حزب العدالة والتنمية على أساس ديني، وهذا من حقه طبعا"، نوع آخر "يصوت بناء على حصوله على القفة أو أموال أو ربما لغايات قبلية أو عائلية"، ثم النوع الثالث حسب بنعبد الله "هي الأغلبية غير المسجلة في الانتخابات والتي يقارب عددها 9 ملايين مواطن"، معتبرا أن حزبه "ليس له لا خلايا نائمة ولا أموال وأنه ضحية في المنظومة الحالية، حيث لا يعتمد إلا على برامجه وتصوراته". وفي الوقت الذي أشاد بنعبد الله بتجربة حزبه في الحكومات السابقة والتي اعتبر أنها كانت فاعلة في القطاعات الوزارية التي تولاها أعضاؤه، شدد على أن مغرب اليوم "في أمس الحاجة إلى انفراج سياسي حقيقي وأن نعطي نفسا ليتنفس المغاربة قليلا من الديمقراطية"، كما أبرز أن حزبه له تصور متكامل لإخراج المغرب من تبعات الأزمة التي سببتها الجائحة وللنهوض بمختلف القطاعات ومحاربة الفقر والهشاشة. وأضاف أن حزبه له رؤية لإطلاق استراتيجية مندمجة وبرامج قطاعية، كما ولدعم قطاع الفلاحة "ليس بدعم الكبار فقط وإقصاء الصغار" على حد تعبيره، إضافة إلى "الاستثمار في القطاعات الصناعية"، وشدد على ضرورة إعطاء الأسبقية للاستثمار العمومي وضخ نفس جديد للأوراش الكبرى. ومن بين المقترحات التي قدمها بنعبد الله في كلمته "حفر نفق بين مراكش وورزازات"، و"طريق سيارة بين فاس والرشيدية"، إضافة إلى اتخاذ "إجراءات تمويلية وميزانية جديدة من بينها إجراءات جبائية حديثة، وتضريب القطاع الفلاحي، ومساهمة المؤسسات الكبيرة في المجهود التضامني والاقتصادي". واسترسل "علينا الدخول بقوة ونحن في سياق التغطية الاجتماعية الشاملة، في القضاء على الفقر والهشاشة وتجسيد العدالة الاجتماعية والعدالة المجالية على أرض الواقع"، متابعا "ولا يمكننا إلا أن ننخرط بقوة في الورش الملكي الخاص بالحماية الاجتماعية".