وصفت البرلمانية عن مدينة الفنيدق، خديجة الزياني، إقدام عدد من الشبان والقاصرين المغاربة، على إلقاء أنفسهم بالبحر من أجل الوصول إلى مدينة سبتةالمحتلة سباحةً، ب"المأساة الإنسانية المرعبة"، وذلك في أعقاب وفاة شخصية غرقا وإنقاذ آخرين، فيما تمكن العشرات من الوصول إلى الثغر المحتل. وناشدت البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري، خلال مداخلة لها في الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، اليوم الإثنين، إن الحكومة من أجل الإسراع في إيجاد حلول لشباب الفنيدق قبل أن تتفاقم الأوضاع في المدينة، وفق تعبيرها. وفي نفس الصدد، وجهت البرلمانية ذاتها، سؤالا شفويا آنيا إلى وزير الداخلية حول "واقعة انتشال جثة غريق بعد عملية نزوح جماعية لشباب منطقة الفنيدق في اتجاه الثغر المحتل جراء إغلاق المعبر"، اطلعت عليه جريدة "العمق". وقالت الزياني في سؤالها: "علمنا ببالغ الحزن والآسى انتشال جثة غريق بالفنيدق بوم الأحد 25 أبريل، بعدما استقبلت مصلحة المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني 5 حالات غرق، منها حالة وفاة واحدة، في عملية نزوح جماعية لشباب المنطقة، بينما نجح قرابة 70 شخصا آخرين في الوصول إلى الثغر المحتل، وفق ما تداولته منابر إعلامية إسبانية، جراء تداعيات جائحة كورونا وإغلاق معبر تاراخال الحدودي". وأوضحت البرلمانية أن مدينة الفنيدق تشهد، خلال الأيام الأخيرة، محاولات غير مسبوقة للهجرة السرية سباحةً إلى الثغر المحتل من جهة، واحتجاجات من أجل إيجاد فرص عمل للمتضررين من جراء الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الحالية من جهة أخرى. وساءلت الزياني وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة للحد من هذه الظاهرة، والتدابير المستعجلة فيما يخص برامج الدعم المخصص للمتضررين من تداعيات إنهاء التهريب المعيشي. ونفذ العشرات من الشباب والقاصرين، هروبا جماعيا من سواحل الفنيدق، أمس الأحد وأول أمس السبت، نحو سبتةالمحتلة، متحدين سوء الأحوال الجوية، ما أدى إلى غرق اثنين، وإنقاذ آخرين. وكشفت وسائل إعلام محلية بمدينة سبتة، أن حوالي 70 مهاجرا مغربيا، تمكنوا من من الوصول سباحة إلى المدينةالمحتلة بعد أزيد من ساعتين من السباحة، حيث تدخل عناصر الحرس المدني الإسباني لانتشالهم من أمواج البحر العاتية، فيما لا يُعرف مصير آخرين ممن انقطعت أخبارهم. وفي نفس السياق، أفادت وسائل إعلام إسبانية، أن شبان آخرين أقدموا اليوم الإثنين على محاولتين للهجرة السرية سباحةً نحو سبتةالمحتلة، غير أن السلطات المغربية أحبطت العمليتين، فيما تمكن بضعة أشخاص من الفرار والوصول إلى المدينةالمحتلة. وودَّعت مدينة الفنيدق، اليوم الإثنين، العربي كريكش الذي قضى غرقا أثناء محاولته الوصول إلى المدينةالمحتلة، وذلك بعد يوم واحد من تشييع جثمان الشاب سليمان الحليمي بمدينة طنجة، والذي قضى بدوره غرقا أثناء محاولته الوصول إلى سبتة على متن قارب مطاطي رفقة اثنين من أصدقائه، لا يزال أحدهما في عداد المفقودين. والعربي كريكش متزوج وأب لطفلة صغيرة، يبلغ من العمر 38 عاما، كان من ممتهني التهريب المعيشي، قبل أن يعمل في مطعم بالمدينة بعد إغلاق معبر باب سبتة، إلا أن الإجراءات الحكومية لمواجهة كورونا خلال رمضان جعلته عاطلا عن العمل. وخلفت صورة جثة الشاب سليمان الحليمي ابن مدينة طنجة، بعدما لفظته أمواج البحر بشاطئ الفنيدق وهو يرتدي سترة نجاة برتقالية، حالة من الحزن والآلم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما اختفى الراحل رفقة صديقين له على متن "قارب للموت" قبل أيام. وتداول نشطاء تدوينة مؤثرة للراحل نشرها على حسابه بموقع فيسبوك، وضع فيها صورة له داخل قارب مطاطي داخل محل للحلاقة، وأرفقها بتعليق جاء فيه: "أنا خائف يا أمي بأني لن أراك مجددا، فأنا لم أضمن حتى الوصول، فكيف سأضمن لك الرجوع".